210

Kyautar Sarakuna

تحفة الأمراء في تاريخ الوزراء

Bincike

عبد الستار أحمد فراج

Mai Buga Littafi

مكتبة الأعيان

Nau'ikan

Tarihi
فانصرف. وقلت في نفسي: لأن ألقي أبا العباس معتذرًا من تأخر يوم عن خدمته أولى من أن ألقاه معتذرًا من مثل ذلك الذنب الكبير. فأقمت على جملتي بقية يومي وباكرته من غد، فسألني عن سبب تأخري فأعلمته كوني عند بعض أهلي بالجانب الغربي. ومضت أيام، وورد كتاب العامل الذي تلك الضيعة في عمله وفي درجه حزر الغلة وقد نسب كل بيدر إلى مقاسمته؛ وعلى مثل هذا كانت الحزور ترد. فقرأه أبو العباس على رسمه حرفًا حرفًا، ووجد قد حكي تحت اسم بيدر من البيادر: مما ورد الكتاب بنقله من مقاسمة كذا إلى مقاسمة كذا. فلما قرأة اختلط وأنكر ذلك وقال: ما أذكره، ومتى أمرنا بنقل المقاسمات الثقيلة إلى المقاسمات الخفيفة؟ واستدعى أبا عبد الله أخي، وتقدم إليه بأن يكتب إلى العامل بإنكاره ما وقف عليه من الحكاية التي حكاها في الحزر، ويرد الكتاب الذي وصل إليه في هذا المعنى بعينه. فكتب ذلك، ومضت أيام فلم أشعر وأنا بحضرته إلا بكتاب العامل قد ورد جوابًا عما كوتب، وفي درجة الكتاب الذي طلب منه. وقرأه أبو العباس ابن الفرات، وأقبل يدفعه إلى واحد واحد من الكتاب الذين في مجلسه، ويسأله عن صاحب خطه. ثم دفعه ألي فلما قرأته ذكرت اسم البيدر، وقلت في نفسي: أي شيء كان أسوأ حالًا مني لو كان بخطي وقد ورد في مثل هذا المجلس الحافل؟ ولم يعرف أحد من الحاضرين الخط، وسلمه إلي أحمد بن يزيد المدير وقال له: إمض به إلى الديوان، وخذ خطوط أصحاب المجالس وخلفائهم بما عندهم من العلم به، وجئني بنسخته إذا وجدتها من مواضعها. كرته من غد، فسألني عن سبب تأخري فأعلمته كوني عند بعض أهلي بالجانب الغربي. ومضت أيام، وورد كتاب العامل الذي تلك الضيعة في عمله وفي درجه حزر الغلة وقد نسب كل بيدر إلى مقاسمته؛ وعلى مثل هذا كانت الحزور ترد. فقرأه أبو العباس على رسمه حرفًا حرفًا، ووجد قد حكي تحت اسم بيدر من البيادر: مما ورد الكتاب بنقله من مقاسمة كذا إلى مقاسمة كذا. فلما قرأة اختلط وأنكر ذلك وقال: ما أذكره، ومتى أمرنا بنقل المقاسمات الثقيلة إلى المقاسمات الخفيفة؟ واستدعى أبا عبد الله أخي، وتقدم إليه بأن يكتب إلى العامل بإنكاره ما وقف عليه من الحكاية التي حكاها في الحزر، ويرد الكتاب الذي وصل إليه في هذا المعنى بعينه. فكتب ذلك، ومضت أيام فلم أشعر وأنا بحضرته إلا بكتاب العامل قد ورد جوابًا عما كوتب، وفي درجة الكتاب الذي طلب منه. وقرأه أبو العباس ابن الفرات، وأقبل يدفعه إلى واحد واحد من الكتاب الذين في مجلسه، ويسأله عن صاحب خطه. ثم دفعه ألي فلما قرأته ذكرت اسم البيدر، وقلت في نفسي: أي شيء كان أسوأ حالًا مني لو كان بخطي وقد ورد في مثل هذا المجلس الحافل؟ ولم يعرف أحد من الحاضرين الخط، وسلمه إلي أحمد بن يزيد المدير وقال له: إمض به إلى الديوان، وخذ خطوط أصحاب المجالس وخلفائهم بما عندهم من العلم به، وجئني بنسخته إذا وجدتها من مواضعها.

1 / 220