مُقَدّمَة الْمُؤلف
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم لَا إِلَه إِلَّا الله عدَّة للقائه
الْحَمد لله ولي التَّوْفِيق والمدعو إِلَهًا بِجَمِيعِ اللُّغَات فِي كل فج عميق ومنقذ من اجتباه من المسلك الْمضيق إِلَى أشرف دين وأنهج طَرِيق
أَحْمَده حمد من أُوتِيَ يَقِين التَّحْقِيق وَأشْهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ شَهَادَة محتوية على الْإِخْلَاص والتصديق سَالِمَة من كدر الشّبَه والتلفيق أدخرها جنَّة لكل كرب وضيق وَأشْهد أَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله ابتعثه من أكْرم محتد عريق وَالْجَاهِل مصر على طغيانه فِي بَحر جَهله عريق والعاقل مقتد بآبائه فِي عبَادَة أوثانه من سكر خلاله لَا يفِيق فَدَعَا إِلَى الله أفْصح مقَال وأبلغ تَحْقِيق وأخرس ببلاغته كل بليغ منطيق وَكَانَ لأهل الْإِيمَان كَالْأَبِ الشفيق وَالْأَخ الشَّقِيق والحصن المنيع والركن الوثيق حَتَّى عبد الله وَحده فِي كل مَكَان ومهمه سحيق وقهر أَعدَاء الله ومزقهم كل ممزق أَي تمزيق وبتر أعمارهم بالأبتر الرشيق والأسمر الرَّقِيق وأذل بعزة الله عزاها وأباد كل معاند زنديق وَصلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَصْحَابه مَا وخدت
1 / 17
قلُوص بوادي العقيق وغردت وَرْقَاء بشجو على غُصْن وريق وَبعد
فقد خرج العَبْد الْفَقِير عَليّ بن بلبان هَذِه الْأَرْبَعين حَدِيثا من أصُول سماعاته فِي بعض فَضَائِل أبي بكر الصّديق شيخ الْوَقار ومعدن الافتخار والمقدم على سَائِر الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار الْمُسَمّى بِعَبْد الله والملقب بعتيق فَالله يَجْعَل ذَلِك خَالِصا لوجهه الْكَرِيم وينيلنا من فَضله العميم إِنَّه على ذَلِك قدير وبالإجابة حقيق
1 / 18
الحَدِيث الأول
أخبرنَا الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم زين الدّين أَبُو الْحسن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن خلف الْقطيعِي قِرَاءَة عَلَيْهِ وَأَنا أسمع بِبَغْدَاد مَدِينَة السَّلَام أَعَادَهَا الله تَعَالَى إِلَى الْإِسْلَام فِي شهور سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة قَالَ أخبرنَا أَبُو الْوَقْت عبد الأول بن عِيسَى بن شُعَيْب السجْزِي الصُّوفِي قِرَاءَة عَلَيْهِ وَأَنا أسمع فِي شهور سنة ثَلَاث
1 / 19
وَخمسين وَخَمْسمِائة قَالَ أخبرنَا أَبُو الْحسن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد ابْن المظفر الدَّاودِيّ قِرَاءَة عَلَيْهِ وَأَنا أسمع فِي شهور سنة خمس وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة قَالَ أخبرنَا أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن حمويه السَّرخسِيّ قِرَاءَة عَلَيْهِ وَأَنا أسمع فِي شهور سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وثلاثمائة قَالَ أخبرنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن يُوسُف بن مطر الْفربرِي فِي شهور سنة سِتّ عشرَة وثلاثمائة حَدثنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل البُخَارِيّ حَدثنَا مُسلم بن إِبْرَاهِيم حَدثنَا وهيب حَدثنَا وهيب حَدثنَا أَيُّوب عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس عَن النَّبِي ﷺ قَالَ لَو كنت متخذا من أمتِي خَلِيلًا لاتخذت أَبَا بكر خَلِيلًا وَلَكِن أخي وصاحبي
هَكَذَا أخرجه البُخَارِيّ فِي صَحِيحه
1 / 20
الحَدِيث الثَّانِي
وَبِالْإِسْنَادِ إِلَى البُخَارِيّ حَدثنَا مُحَمَّد بن كثير حَدثنَا سُفْيَان حَدثنَا جَامع بن أبي رَاشد حَدثنَا أَبُو يعلى عَن مُحَمَّد ابْن الْحَنَفِيَّة قَالَ قلت لأبي أَي النَّاس خير بعد رَسُول الله ﷺ
قَالَ أَبُو بكر ﵁ قلت ثمَّ من قَالَ عمر ﵁ قَالَ وخشيت أَن يَقُول عُثْمَان ﵁ قلت ثمَّ
1 / 22
أَنْت قَالَ مَا أَنا إِلَّا رجل من الْمُسلمين
هَكَذَا رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي الصَّحِيح وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي السّنة
1 / 23
الحَدِيث الثَّالِث
وَبِالْإِسْنَادِ إِلَى البُخَارِيّ حَدثنَا آدم بن أبي إِيَاس حَدثنَا شُعْبَة عَن الْأَعْمَش قَالَ سَمِعت ذكْوَان يحدث عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ قَالَ رَسُول الله ﷺ
لَا تسبوا أَصْحَابِي فَلَو أَن أحدكُم أنْفق مثل أحد ذَهَبا مَا بلغ مد أحدهم وَلَا نصيفه
هَكَذَا رَوَاهُ البُخَارِيّ
1 / 24
الحَدِيث الرَّابِع
وَبِالْإِسْنَادِ إِلَى البُخَارِيّ حَدثنَا مُحَمَّد بن مِسْكين أَبُو الْحسن حَدثنَا يحيى بن حسان حَدثنَا سُلَيْمَان عَن شريك بن أبي نمر عَن سعيد بن الْمسيب قَالَ أَخْبرنِي أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيّ أَنه تَوَضَّأ فِي بَيته ثمَّ خرج فَقَالَ لألزمن النَّبِي ﷺ ولأكونن مَعَه يومي هَذَا قَالَ فجَاء الْمَسْجِد فَسَأَلَ عَن النَّبِي ﷺ قَالَ خرج وَوجه هَا هُنَا فَخرجت على إثره أسأَل عَنهُ حَتَّى دخل بِئْر أريس فَجَلَست عِنْد الْبَاب وبابها من جريد حَتَّى قضى رَسُول الله ﷺ حَاجته فَتَوَضَّأ فَقُمْت إِلَيْهِ فَإِذا هُوَ جَالس على بِئْر أريس وتوسط قفها وكشف عَن سَاقيه ودلاهما فِي الْبِئْر فَسلمت عَلَيْهِ ثمَّ انصرفت فَجَلَست عِنْد الْبَاب فَقلت لأكونن الْيَوْم بوّاب رَسُول الله ﷺ
فجَاء أَبُو بكر ﵁ فَدفع الْبَاب فَقلت من هَذَا
1 / 26
فَقَالَ أَبُو بكر فَقلت على رسلك ثمَّ ذهبت فَقلت يَا رَسُول الله هَذَا أَبُو بكر يسْتَأْذن فَقَالَ ائْذَنْ لَهُ وبشره بِالْجنَّةِ
فَأَقْبَلت حَتَّى قلت لأبي بكر ادخل وَرَسُول الله ﷺ يبشرك بِالْجنَّةِ فَدخل أَبُو بكر ﵁ وَجلسَ عَن يَمِين رَسُول الله ﷺ مَعَه فِي القف ودلى رجلَيْهِ فِي الْبِئْر كَمَا صنع النَّبِي ﷺ وكشف عَن سَاقيه
ثمَّ رجعت فَجَلَست وَقد تركت أخي يتَوَضَّأ ويلحقني فَقلت إِن يرد الله بفلان يُرِيد أَخَاهُ خيرا يَأْتِ بِهِ فَإِذا إِنْسَان يُحَرك الْبَاب فَقلت من هَذَا فَقَالَ عمر بن الْخطاب فَقلت على رسلك ثمَّ جِئْت إِلَى رَسُول الله ﷺ فَقلت هَذَا عمر بن الْخطاب يسْتَأْذن فَقَالَ ائْذَنْ لَهُ وبشره بِالْجنَّةِ فَجئْت فَقلت ادخل وبشرك رَسُول الله ﷺ بِالْجنَّةِ فَدخل فَجَلَسَ مَعَ رَسُول الله ﷺ فِي القف عَن يسَاره ودلى رجلَيْهِ فِي الْبِئْر
ثمَّ رجعت فَجَلَست فَقلت إِن يرد الله بفلان خيرا يَأْتِ بِهِ فجَاء إِنْسَان يُحَرك الْبَاب فَقلت من هَذَا فَقَالَ عُثْمَان بن عَفَّان ﵁ فَقلت على رسلك وَجئْت إِلَى النَّبِي ﷺ فَأَخْبَرته فَقَالَ ائْذَنْ لَهُ وبشره بِالْجنَّةِ على بلوى تصيبه فَجئْت فَقلت لَهُ ادخل وبشرك رَسُول الله ﷺ بِالْجنَّةِ على بلوى تصيبك فَدخل فَوجدَ القف قد ملىء فَجَلَسَ وجاهه من الشق الآخر قَالَ شريك قَالَ
1 / 27
سعيد بن الْمسيب فَأَوَّلتهَا قُبُورهم
هَكَذَا أخرجه البُخَارِيّ فِي صَحِيحه
1 / 28
الحَدِيث الْخَامِس
وَبِالْإِسْنَادِ إِلَى البُخَارِيّ حَدثنَا مُحَمَّد بن بشار حَدثنَا يحيى عَن سعيد عَن قَتَادَة أَن أنس بن مَالك حَدثهمْ
أَن النَّبِي ﷺ صعد أحدا وَأَبُو بكر وَعمر وَعُثْمَان ﵃ فَرَجَفَ بهم فَقَالَ اثْبتْ أحد فَإِنَّمَا عَلَيْك نَبِي وصديق وشهيدان
أخرجه البُخَارِيّ فِي صَحِيحه هَكَذَا
1 / 29
الحَدِيث السَّادِس
وَبِالْإِسْنَادِ إِلَى البُخَارِيّ قَالَ حَدثنِي عبد الله بن مُحَمَّد حَدثنَا أَبُو عَامر حَدثنَا فليح قَالَ حَدثنِي سَالم أَبُو النَّضر عَن بسر ابْن سعيد عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ خطب رَسُول الله ﷺ النَّاس وَقَالَ
إِن الله خير عبدا بَين الدُّنْيَا وَبَين مَا عِنْده فَاخْتَارَ ذَلِك العَبْد مَا عِنْد الله قَالَ فَبكى أَبُو بكر ﵁ فعجبنا لبكائه أَن يخبر رَسُول الله ﷺ عَن عبد خير وَكَانَ رَسُول الله ﷺ هُوَ الْمُخَير وَكَانَ أَبُو بكر هُوَ أعلمنَا فَقَالَ رَسُول الله ﷺ إِن من أَمن النَّاس عَليّ فِي صحبته وَمَاله أَبَا بكر ﵁ وَلَو كنت متخذا خَلِيلًا
1 / 31
غير رَبِّي ﷿ لاتخذت أَبَا بكر وَلَكِن أخوة الْإِسْلَام ومودته لَا يبْقين فِي الْمَسْجِد بَاب إِلَّا سد إِلَّا بَاب أبي بكر ﵁
هَكَذَا أخرجه البُخَارِيّ فِي صَحِيحه
1 / 32
الحَدِيث السَّابِع
وَبِالْإِسْنَادِ إِلَى البُخَارِيّ حَدثنَا الْحميدِي وَمُحَمّد بن عبيد الله قَالَا حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن سعد عَن أَبِيه عَن مُحَمَّد بن جُبَير بن مطعم عَن أَبِيه قَالَ
أَتَت امْرَأَة النَّبِي ﷺ فَأمرهَا أَن ترجع إِلَيْهِ قَالَت أَرَأَيْت إِن جِئْت فَلم أجدك كَأَنَّهَا تَقول الْمَوْت قَالَ ﷺ إِن لم تجديني فَأتي أَبَا بكر
هَكَذَا رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه
1 / 34
الحَدِيث الثَّامِن
وَبِالْإِسْنَادِ إِلَى أبي عبد الله مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل البُخَارِيّ حَدثنَا عمر بن حَفْص بن غياث قَالَ حَدثنِي أبي حَدثنَا الْأَعْمَش عَن إِبْرَاهِيم قَالَ قَالَ الْأسود كُنَّا عِنْد عَائِشَة فَذَكرنَا الْمُوَاظبَة على الصَّلَاة والتعظيم لَهَا قَالَت لما مرض رَسُول الله ﷺ مَرضه الَّذِي مَاتَ فِيهِ فَحَضَرت الصَّلَاة فَأذن فَقَالَ مروا أَبَا بكر فَليصل بِالنَّاسِ فَقيل لَهُ إِن أَبَا بكر رجل أسيف إِذا قَامَ مقامك لم يسْتَطع أَن يُصَلِّي بِالنَّاسِ فَأَعَادَ وأعادوا فَأَعَادَ الثَّالِثَة فَقَالَ إنكن صَوَاحِب يُوسُف مروا أَبَا بكر فَليصل بِالنَّاسِ فَخرج أَبُو بكر
1 / 36
فصلى فَوجدَ النَّبِي ﷺ من نَفسه خفَّة فَخرج يهادي بَين رجلَيْنِ كَأَنِّي أنظر رجلَيْهِ يخطان من الوجع فَأَرَادَ أَبُو بكر ﵁ أَن يتَأَخَّر فَأَوْمأ إِلَيْهِ النَّبِي ﷺ أَن مَكَانك ثمَّ أَتَى حَتَّى جلس إِلَى جنبه
قيل للأعمش فَكَانَ النَّبِي ﷺ يُصَلِّي وَأَبُو بكر يُصَلِّي بِصَلَاتِهِ وَالنَّاس يصلونَ بِصَلَاة أبي بكر فَقَالَ بِرَأْسِهِ نعم
رَوَاهُ أَبُو دَاوُد عَن شُعْبَة عَن الْأَعْمَش بعضه وَزَاد
1 / 37
أَبُو مُعَاوِيَة جلس عَن يسَار أبي بكر فَكَانَ أَبُو بكر يُصَلِّي قَائِما
هَكَذَا رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي جَامعه الصَّحِيح
1 / 38
الحَدِيث التَّاسِع
وَبِالْإِسْنَادِ إِلَى البُخَارِيّ حَدثنَا قُتَيْبَة بن سعيد حَدثنَا لَيْث عَن عقيل عَن الزُّهْرِيّ قَالَ أَخْبرنِي عبيد الله بن عبد الله بن عتبَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ لما توفّي رَسُول الله ﷺ واستخلف بعده أَبُو بكر ﵁ وَكفر من كفر من الْعَرَب قَالَ عمر ﵁ لأبي بكر كَيفَ تقَاتل النَّاس وَقد قَالَ رَسُول الله ﷺ أمرت أَن أقَاتل النَّاس حَتَّى يَقُولُوا لَا إِلَه إِلَّا الله فَمن قَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله عصم مني مَاله وَنَفسه إِلَّا بِحقِّهِ وحسابه على الله فَقَالَ أَبُو بكر وَالله لأقاتلن من فرق بَين الصَّلَاة وَالزَّكَاة فَإِن الزَّكَاة حق المَال وَالله لَو مَنَعُونِي عقَالًا كَانُوا يؤدونه إِلَى رَسُول الله ﷺ لقاتلتهم على مَنعه
1 / 39
قَالَ عمر ﵁ فَمَا هُوَ إِلَّا أَن رَأَيْت الله قد شرح صدر أبي بكر لِلْقِتَالِ فَعرفت أَنه الْحق
قَالَ ابْن بكير وَعبد الله عَن اللَّيْث عنَاقًا وَهُوَ أصح
هَكَذَا رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه
1 / 40
الحَدِيث الْعَاشِر
وَبِالْإِسْنَادِ إِلَى البُخَارِيّ حَدثنَا إِسْمَاعِيل حَدثنِي مَالك عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة أم الْمُؤمنِينَ أَن رَسُول الله ﷺ قَالَ فِي مَرضه مروا أَبَا بكر يُصَلِّي بِالنَّاسِ قَالَت عَائِشَة قلت إِن أَبَا بكر إِذا قَامَ مقامك لم يُسمع النَّاس من الْبكاء فَمر عُمر فَليصل فَقَالَ مروا أَبَا بكر فَليصل للنَّاس فَقَالَت عَائِشَة فَقلت لحفصة قولي إِن أَبَا بكر إِذا قَامَ فِي مقامك لم يُسمع النَّاس من الْبكاء فَمر عُمر فَليصل للنَّاس فَفعلت حَفْصَة فَقَالَ رَسُول الله ﷺ مَه إنكن لأنتن صَوَاحِب يُوسُف مروا أَبَا بكر فَليصل للنَّاس فَقَالَت
1 / 41