ورواه ابن أبي حاتم من طريق السُّدي نحوه (١)، وأنه كان بالهند وكان ياقوتة بيضاء مثل الثغامة، وهي بالمثلَّثة والمعجمة طير كبير.
وذكر ابن الجوزي: أن جبريل ﵇ كان حين الغرق قد استودع أبا قبيس الحجر الأسود، فلما بنى إبراهيم ﵇ أخرجه إليه.
وذكر ابن أبي حاتم بسنده إلى علباء (٢) بن أحمد: أن ذا القرنين قدِم مكة فوجد إبراهيم وإسماعيل يبنيان قواعد البيت من خمسة أجبل، فقال ما لكما ولأرضي، فقالا نحن عبدان مأموران، أُمرنا ببناء هذه الكعبة. قال فهاتا بالبيِّنة على ما تدَّعيان فقامت خمسة أكبش فقلن نحن نشهد أن إبراهيم وإسماعيل ﵉ عبدان مأموران أمرا ببناء هذه الكعبة فقال قد رضيت وسلَّمت ثم مضى (٣).
وذكر الأزرقي: أن ذا القرنين طافَ مع إبراهيم ﵇ بالبيت، وهذا (١٠/أ) يدل على تقدُّم زمانه (٤)، والله أعلم.
وذكر النَّووي في شرح مسلم: أن البيت بُنِىَ خمس مرات: الملائكة ثم إبراهيم ثم قريش في الجاهلية وحضر النبي ﷺ هذا البناء وله خمس وثلاثون سنة وقيل وعشرون (٥)، ثم ابن الزبير، ثم الحجاج، واستمر إلى الآن.
* وقال السهيلي: كان بناؤها في الدهر خمس مرات:
الأولى: حين بناها شيث بن آدم.
_________
(١) "تفسير ابن أبي حاتم" (١/ ٢٣٢)، و"الدر المنثور" (١/ ٣٠٩).
(٢) في "ق": "علي بن أحمد" وفي "تفسير ابن أبي حاتم": "علباء بن أحمر".
(٣) "تفسير ابن أبي حاتم" (١/ ٢٣٣، ٢٣١)، و"الدر المنثور" (١/ ٣٠٨).
(٤) "أخبار مكة" (١/ ٧٤).
(٥) في "ق" "عشرون".
1 / 62