ترفل: مضارع رف، كنصر وفرح، وأرفل: جر ذيله وتبختر، وامرأة رفلة، كفرحة تجر ذيلها جرا حسنا، كذا في القاموس، ومطارف: جمع مطرف وهو رداء من خز مربع ذو أعلام، ومنطقة الجوزاء: نجوم صغار حول الجوزاء يقال لها نطاق الجوزاء، والمنطقة كمكنسة وما يتنطق به. قال في النهاية هو أن تلبس المرأة ثوبها ثم تشد وسطها بشيء وترفع وسط ثوبها وترسله على الأسفل إذ معانات الأشغال لئلا يكثر في ذيلها:
يُزعِجُها الشَوقُ إِلى ذاكَ الحَمَى ... شَوقٌ أَخي الوَجدُ إِلى رَشفِ اللماءِ
زعجه: كمنعه أقلعه من مكانه، كأزعجه والزعج محركة القلق كذا في القاموس، والوجد: أحد مراتب الحب. قال في (النهاية) وجدت بفلانة وجدا إذا أحببتها حبا شديدا يعني أن الوجد أقلقها إلى اشتياق موافات ذلك الحمى وهو صنعاء كاشتياق المحب أخي الوجد إلى رشف لما محبوبه، واللماء: مقصور سمرة الشفتين:
تَطلُبُ لِلرَقَةِ مِن فُؤَادِها ... تَحريرُ حُكمِ الرِقِ مِن مِدادِها
الرقة: مأخوذة من الرق وهو الضعف، ومنه رقة القلب كذا في التعريفات، ويطلق الرق على المملوك والكاغد، والتحرير: الاعتاق ويطلق على المصدر من الكتابة أيضا ومعناه ظاهر أن الهدية في موافاتها لذلك الحمى طالبة لأجل رقة فؤادها الذي هو عبارة عن صفاقة كاغدها تحرير حكم الرق الذي يكتب فيه من ودادها، والمراد كتابة جوابها ويحتمل البيت أيضا أنها في حال اشتياقها إلى ذلك الحمى عانية في رق العبودية، فهي لأجل رقة اشتياقها إلى ذلك الحمى عانية في رق العبودية، فهي لأجل رقة فؤادها تطلب الإعتاق لحكم الرق في ودادها الذي هو كناية عن العبودية. ومن في قوله من فؤادها للبيان، ومن الثانية متعلقة بتحرير، والمعنى في هذا الوجه على التشبيه كان المعنى المطلوب محبوس في سجن الألفاظ، مقيد بقيود الكتابة، فهي تطلب لأجل رقته تخليصه من ذلك الأسر، وتحريره من حكم الرق بإيضاح معناه وبيان مغزاه:
فَإِن خلت من صفحة الرقيم ... فَقَد سَرَت شَوقًا مَعَ النَسيم
الرقيم: فعيل بمعنى مفعول، يعني إذا تجردت عن صفحة الرقيم أي جانبه وهو على المعنى الأول في البيت الذي قبله خلوها عن تحرير رقها وفقدها لما طلبته من تحرير جوازها، وإنها مع ذلك قد سرت مع النسيم شوقًا إلى تحصيل مرامها وشفاء أوامها، وعلى المعنى الثاني إنها إذا انخلصت من ذلك الوثاق وانفصلت عن قود الاسترقاق، فقد ظفرت من ذلك الوثاق وانفصلت عن قود الاسترقاق، فقد ظفرت بمطلبها، وعثرت على مأربها، وقد سرت من فرط الاشتياق والارتياح مع نسيم الأرواح.
واعلم أن الناظم قدس الله روحه وتابع عليه فتوحه قد أشار في ديباجة الأبيات إلى المراد من السؤال وهو على طريق براعة الإستهلال، وأتى بما يؤذن بالمقصود منها على نهج التوجيه والإجمال، وذلك أن قوله هدية وافت يصح أن يراد بها النفس الناطقة التي هي الروح الإنساني على طريقة الإستعارة المصرحة أو التشبيه البليغ، ومعنى موافاتها إلى أرباب العلوم، توجهها إليهم لكشف جلباب إبهامها وإزالة ما أشكل من إعجامها، ثم عدد أوصافا على طريقة التجريد بما يناسب المشبه هو قوله: ترفل إلى آخره، فإنها لتعلقها بالبدن أو امتزاجها به على رأي البعض، يصح أن توصف بالرفول في مطارف الحسناء والتقلد باللآلىء التي هي كمناطق الجوزاء، وقوله: يزعجها الشوق إلى آخره، معنى بطريق الإشارة وإن لم يدل عليه صريح العبارة أن الله تعالى لما خلقها قبل الأجساد بألفي عام كما وردت به الأخبار وأسكنها حظيرة قدسه وحكاها بلطائف أنسه حتى إذا شاء الله عزوجل أمضى ما سبق في علمه الشامل في اتصالها بمعالم الأبدان، وتحليلها بحلية الجثمان وفارقه وطنها الأصلي ومعهدها الأولي، اشتقات إلى الرجوع إليه، واشتد ولعها بالحنين إليه والنزوع إلى الأوطان جبلة ثابتة بطبع الإنسان، قال ابن الرومي:
وَجَبَ أَوطانُ الرِجالِ إِليهِم ... مَآرِبَ قَضاها الشَبابُ هُنالِكَ
إِذا ذَكَروا أَوطانُهُم ذَكَرتُهُم ... عُهودُ الصِبا فيها فَحَنوا لِذلِك
1 / 12