============================================================
والطير، وفي جميع المنازل بهذا الطريق ديار المسلمين ينزل عدهم المسلمون، فيبيعون منهم جيع ما يحتاجون اليه ويطبخون لهم الطعام، ولولاهم لما سافر فيه مسلم، وهذا الطريق الذي ذكرنا انه مسيرة شهرين، ليس فيه موضع شبر فما فوقه دون عمارة، وكل انسان له بستانه على حدة وداره في وسطه، وعلى الجميع حائط خشب، والطريق ير في البساتين، فاذا انتهى الى حائط بستان، كان هنالك درج خشب يصعد عليها، ودرج اخر ينزل عليها الى البستان الآخر، هكذا مسيرة الشهرين، ولا يسافر احد في تلك البلاد بدابة، ولا تكون الخيل الا عند السلطان ، واكثر ركوب اهلها في دولة على رقاب العبيد او المستاجرين، ومن لم يركب في دولة مشى على قدميه كائنا من كان، ومن كان له رحل او متاع من تجارة وسواها، اكترى رجالا يحملونه على ظهورهم، فشرى هنالك التاجر ومعه المائة فيما دونها او فوقها يحملون امتعته، وبيد كل واحد منهم عود غليظ له زج حديد وفي اعلاه مخطاف حديد، فاذا اعيا ولم يجد دكانة يستريح عليها ركز عوده بالارض وعلق حمله فيه، فاذا استراح اخذ حمله من غير معين ومضى به، ولم أر طريقا آمن من هذا الطريق، وهم يقتلون السارق على الجوزة الواحدة، فاذا سقط شيء من الثمار لم يلتقطه احد حتى يأخذه صاحبه
Shafi 127