بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
الحمد لله رب العالمين (1) ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد ، النبي بن عبد الله2) ، سيد الأولين والآخرين ، وعلى آله وأصحابه3) أجمعين أما بعد ، فهذا كتاب لطيف حجمه ، كثير علما) ،في أصول علم البحر ، لا يستغني كل عارف في فن علم البحر عنه ، سميتة تحفة ألفحول في تمهيد الأصول ، مشتمل على سبعة أبواب وخاتمة .
وبالله التوفيق
Shafi 15
في صفة الافلاك والكواكب فيها
فالأفلاك ككها بمنزلة كرة واحدة ، بحيط بها سطحان متوازيان ، مركزهما مركز ألعالم. لكنها 1) تنقسم إلى تسعة أفلاك كلية يحيط بعضها ببعض ، يماس(3) السطح الأدنى من كل واحد منها السطح الأعلى من ألفلك الآخر الذي دونه في الترتيب فأدنى الأ فلاك إلى ألعالم السفل فلك القمر . ثم فلك عطارد ، ثم فلك الزآهرة ، ثم فلك الشمس، ثم فلك المريخ ، ثم فلك المشتري ، ثم فلك زحل ، ثم فلك الثوابت ، ثم الفلك الأعظم ، وهو الأطلس . والدليل على عددها وجدان تسع حركات متخالفة(3) . والدليل على ترتيبها المذكور كسف(1) ألكواكب بعضها بعضا : ففلك
Shafi 16
الكاسف11) تحت فلك المكسوف
ثم اعلم أن ألكواكب على ثلاثة أقسام : ألقسم الأول السبعة السيارة وكل واحد في فلكه المعروف(7) ، ألقسم الثاني الثوابت وهي جميع الكواكب الظاهرة من نيرة وخفية(3) وكلها في ألفلك الثامن ، آلقسم الثالث ليس بكواكب حقيقة بل مجازا ، وهما ألقطبان ألفاصلان بين المشرق والمغرب ، وهما نقطتان غير محسوستين من الفلك التاسع
تنبيه : ألكواكب كليها مغرقة(1) في كرات الأفلاك كالفص في الخاتم ، وطلوعها وغروبها بدوران الكرات ، وليس حركاتها في الأفلاك كمشى الحوت في الماء .
Shafi 17
الباب الشان
في تحزئه الدورة
اتفق علماء البحر على تجزئة الدورة باثنين وثلاثين جزءا . وسموا كل جزءآ منها خنا لمناسبة أخنان المركب، وهي أجزاؤه. وأضيف كل لكوكبه المعروف، فصارت أعلاما بالإضافة إليها . والكواكب المستعملة عند الجمهور في تجزئة الأخنان ليست موافقة طلوعها من التجزئة حقيقة بل مجازا . وحقيقة الأجزاء في قسمة دائرة بيت الإبرة .
فصل
بيان ما بين الأخنان من الأصابع ألقياسية
بين كل خنين ست أصابع ونصف وثلاثة أرباع نصف سدس إصبع 1) من أصابع قياسنا فتكون جملة الدورة مائتين وعشر
Shafi 18
أصابع عندنا . وعند ألقدماء بين كل خنين سبع أصابع ، فتكون الدورة ( مائتين وأربعا وعشرين إصبعا (1) ، والأول أصح بدليل أن غاية ألباشي أربع أصابع . ومشهور(2) عند أهل ألفلك أن من صعود الحاه إلى هبوطه ست درج وستة أسباع درجة ، فصار كل إصبع درجة وخمسة أسباع درجة ، وكل درجة خمسة أزوام إلا ثلثا
واعلم(3) أن الإصبع على نوعين : نوع إصبع معالمة البحر ، وهي ربع ذبان المعروف ، ونوع إصبع أهل المساحة الذين اتفقوا على (ل15 أن الإصبع عندهم ست شعيرات معتدلات مضموم
Shafi 19
بطون11 بعضها إلى بعض ، واختلفوا في الذراع والميل والفرسخ . وليس لنا كلام في فنهم
فل
(في معرفة عدد الأصابع بين ألقطب الشمالي والجاه والفرقد والميخ
بين القطب والجاه اصبعان ، وقيل فيهما التفس. وبين ألقطب(2) وآلفرقد ألكبير ثمان أصابع وربع3) . وبين القطب والميخ ثمان أصابع وربع . وبين](1 الجاه والميخ ست أصابع وربع . وبين الجاه وألفرقد الكبير تسع(5) أصابع وربع . هذا أصح من الذي في ألعمدة لأن هذا مجرب في آلة(6) الجزء بخلاف آلة آليد ، فإنه يختلف باختلاف ارتفاع الكواكب بالضيق والنفس ، وليس آلة الجزه كذلك .
Shafi 20
البكاالثتالت
في ايدآزواص
الزام على قسمين : عرفي واصطلاحي . فالعرفي هو قطع جزء من ثمانية أجزاء من مسافة يوم بليله . والاصطلاحى وهو قطع جزء من ثمانية أجزاء من مسافة ارتفاع كوكب أو انحطاطه إصبعا، بجريك إليه أو عنه فرضا واستعمالا في الكواكب المشهورة وغيرها.
فصل
الأزوام الموضوعة بين الأخنان
فهى عند معالمة البحر على ثلاثة مذاهب : مذهب للعرب والهرامزة ، ومذهب لأهل الهند ، ومذهب لاشوليان . ولكل وضع غير وضع الآخر ، إلا أنهم اتفقوا على أن من ألقطب الشمالي إلى ألعيوق بين كل خنين زامين(1) ، والحقيقة أنها ثمانية أزوام ،
Shafi 21
لكن ليست بالسوية بين الأخنان
ودليل بطلان صحتها أن من جرى تحت ألقطب](1) ثما أزوام ، رفع إصبعا من الحاه ، ومن جرى في خن ألفرقد حتي يرفع إصبعا من الجاه ، فلا يرفعه إلا بأكثر جري من ألقطب(2 لانحرافه عنه . وكذلك الحري في النعش وفي الناقة والعيوق .
فلنصور مثلين ، على قاعدة أزوامهم وترفاتهم ، أن (3) مركبين جرى أحدهما في ألقطب ثمانبة أزوام رفع إصبعا من الحاه ، والمركب الآخر جرى في خن ألفرقد عشرة أزوام رفع إصبعا من الحاه ، فجموع جري الامركبين ثمانية عشر زاما ، ومركبين آخرين، جرى أحدهما في خن الناقة أربعة عشر زاما رفع إصبعا من الجاه ، والمركب الآخرجرى في ألعيوق ستة عشر زاما رفع إصبعا من الحاد ، فمحموع الحريين ثلاثون زاما . فكيف يتصور بين القطب وألفرقد كثل بين ألعيوق والناقة ، والجري
Shafi 22
ليس بالسوية على ما سلف . والحقيقة : ما كان أكثر جريا فهو أكثر بعدا . فهذا دليل مؤكذد على ألبطلان بالسوية . وأما من ألعيوق إلى نقطة المشرق فهم فيه مختلفون على مذاهبهم المشهورة وكل له اصطلاح من اجتهاد .
وكذ (1) الترفات غير صحيحة . ودليل بطلان صحتها أن مركبا مغزرا على صوقرة جاه ثمان بستة عشر زاما ، وأراد المركب قرب ألبر لضرورة ، فالقرب متعين في مغيب العيوق لمناصفته بين طرفي الديرة ، ولا يلحق آلبر إلا بحري ترفا لجاه تسع ، وترفا(3) العيوق ستة عشر زاما على وضعهم ، ومن جرى في المغيب الأصلي ستة عشر زاما أخذ ألبر . فكيف يكون ألبر
هنا (1) بالسوية في جري ألبعيد وألقريب
وأيضا دليل آخر أن مركما شغزرا على دابول بأحد وعشرين زاما ، وأراد المركب قرب ألبر فالقرب [ متعين ) في مطلع
Shafi 23
الشماك لتوسطه بين طرفي الديرة ، ولا يلحق ألبر في الشماك إلا بجري1) ترفا لجاه تسع على وضع أزوامهم ، وترفا السماك بخمسة وعشرين زاما ، ومن جرى في المطلع الأصلي أحدا وعشرين زاما أخذ ألبر . فكيف يكون ألبر ألقريب بعيدا والبعيد قريبا . وذلك لفساد الترفا والأزوام بين الأخنان أيضا . وإنما ذكرت ألعيوق والسماك ، ولم أذكر الثاقة وما يليها إلى ألقطب ، لأن ألفساد ظاهر في العيوق وما يليه إلى نقطة المشرق، ولم يكن ظاهرا في الناقة ، وما يليها إلى القطب ، بل فسادها خفي
وأما وضع أزوامي التي وضعتها في كتابي المنهاج ، فهو أقرب للصواب وأسها للحساب(2) من وضعهم من وجهين : أحدهما عقلى والآخر تجريبي . وهما الأصلان في هذا ألفن .
Shafi 24
البا الرانع
في الريرة
الديرة على قسمين : ديرة مل وديرة مطلق ، وكل منهما إما حقيقية أو مجازئة . فالحقيقية هي المجرى في أحد الأخنان أو كسره1آ) مواز لذلك(7) ألبر ، لو أخذ غيره لاختلفت الموازاة (3). والغالب على الدير المجاز ، خصوصا آلبرور الطويلة مع اتحاد(4) ديرهم . وللدير آفات تفسدها . الآفة الأولى : إذا كنت تجري في الديرة(5) والموجة عولي وألقلع بالفيش فترتمي(6) للبر . الآفة الثانية : غفلة صاحب الدرك عن ضبط المجرى وتهاونه به .
Shafi 25
الآفة الثالثة : المد إذا كان بحريا أو بريا أو يمينا أو يسارا في ديرة المطلق . الآفة الرابعة خلل الدائرة(1) أو خلل من تحليس الحقة أو من علامات المجرى . الآفة الخامسة : أخذ الديرة والحري (2) بها من قرب ألبر ، وقيد(3) أخذ الديرة ، والحري2 بها من بر ذي غبب(1) ورؤوس خارجة في البحر أربعة أزوام ، أو ثلاثة أزوام وزامين وأقل وأكثركبر(5) جوزرات. هذافيدير المل (8) في بر الهند .
Shafi 26
البا انخامس
في الفاس
ألقياس في اصطلاح أهل ألبحر هو ارتفاع ألكوكب أو انحطاطه إلى الأفق ، أصخه ما كان قطبيا ، وأضعفه ما كان شقاقا . وصحة القياس مشروطة بأمور : الأول أن يكون ألقياس(1) صحيح النظر ، فليس لمختل(2) النغر قياس ، الثاني أن يكون البحر وقت القياس أسود ليس فيه بياض ولا غبار ، ويكون النجم ظاهرا بينا ، الثالث أن يكون قياس ألقائس موافقا على الرؤوس المشهورة بصحة ألتمياس
تنبيه : لاصحة لزيادة ارتفاع كوكب أو انحطاطه في الجري ما بين ألقطبين ، لأن الكواكب ممغرقة(3) في ألكرات . وهذه
Shafi 27
الصورة هي المعروفة عند المعالمة بالمرق والمغزر(1) وهو من المحالات
فصل
في القياس الأصل
إذا أطلق على قياس الأصلى ، فهو قياس الحاه عند استقلال الصرفة ، ثم ألفرقدين ثم النعش ثم ألباشي . واعلم أن ما وقع من اختلاف في قياس الحاه في بعض الأماكن ، إما من كبر الآلة المقاس بها وصغرها ، أو من نقل فاسد : كمثل ركنج ومدور : فعند العرب والهرامزة وأهل الهند عشر ، وعند الشوليان تسع، وتواهي (7) ودابول ألكل متفقون أنهما ثمان ، ومثل رآمن كوته وجامس فله ، فعند ألعرب والشوليان ألفرقدان ثمان، وعند أهل الهند ثمان ونصف ، والأصح تجربة العارف . وكذا الدير (3) أيضا
Shafi 28
فسل
في لواحق ألقياس
وهي ارتفاع الكواكب وانحطاطها
قاعدة : إذا اعتدل كوكبان في قياس واحد1) ، أحدهما الطلوع والآخر في ألغروب شمالا كان أو جنوبا ، فإن كانا مسامتين للقطب ، فعند ألعكس يكونان كذلك. وإن كانا أعلي من القطب بأي ارتفاع كان ، فعند ألعكس يكو نان تحت القطب بالارتفاع الذي كانا فوقه . وكذلك إذا كانا تحته في الأصل ، فعند العكس يكونان فوقه . وكذا(7) ارتفاع نفس الجاه وانحطاطه عن القطب برقباء(3) المنازل ، إذ هو دليل على صخة الباشيات بشرط صحة المراقبة(
قاعدة أخرى : إذا أردت غاية ارتفاع كوكب في أي مكان شئت ، انظر أولا(5) كم ارتفاع ألقطب في ذلك المكان من
Shafi 29
الدرج ، ثم أسقطه من تسعين ، فما بقى فسمه تمام الارتفاع. ثم انظر ثانيا(1) كم بعد الكوكب الذي تريد معرفته (2) من منطقة الكرة من الدرج ، فما كان من البعد(7) زذه على تمام الارتفاع إن كان ألبعد شمالنا ، وأنقصه من تمام الارتفاع(2 إن كانالآبعد(2) جنوبيا. فا اجتمع من زيادة ألبعد الشمالي على تمام الارتفاع(7) ، أو بتي( بعد إسقاط البعد الحنوبي من تمام الارتفاع(7) ، فهو غاية ارتفاع الكوكب في ذلك المكان المعهود(7) . فإن جمعت وزاد الجمع على التسعين ، فتمامه إلى مائة وثمانين . وهو غاية ارتفاعه من الدرج(2). ثم اجعل الدرج أصابع من الأصابع المعروفةفي صدر ألكتاب](2) ، فم كانمن الأصابع)(2) فهو غاية قياسه
أما أبعاد7) ألكواكب المشهورة عند الجمور[فهي بعد الجاه سبع وثمانون5) درجة . بعد الفرقد سبع وسبعون(*
Shafi 30
درجة . بعد مقدم النعش ست وستون درجة(1). بعيد منير الناقة اثنتان وخمسون [ درجة(1) . بعد العيوق خمس وأربعون
درجة](1). بعد الواقع ثمان وثلاثون(2) [ درجة]11 ونصف. بعد السماك الرامح ثلاث وعشرون درجة(1) ونصف . بعد الثريا إحدى وعشرون درجة(1) . بعد الطائر سبع شمالا .
وأماأبعاد] الجنوبية فبى: بعد السلبار إحدى وستون درجة . بعد سهيل اثيتان وخمسون درجة. بعد الظليم تسع وخمسون[ درجة(11. بعد ألقلب أربع وعشرون درجة بعد الإ كليل تسع عشرة(3) درجة(1) . بعد التير خمس عشرة درجة (1) . بعد الجوزاء درجة واحدة
وبين كل خن11 وصاحبه إحدى عشرة درجة وربع درجة(1) . وابتداء الأبعاد من نقطة المشرق
Shafi 31
البا الساوي
في المسافة
( المسافة](1) في اصطلاح أهل البحر عدة أزوام ما بين رأسين متقابلين شرقا وغربا . أصخها ما تولدت من ديرتين صائحتي(2) ألقياس والجري مبتدأ ومنتهى . وهيئتها مثلثة الأضلاع فاذا صح الضلعان صح الثالث وهو المطلوب . ويشترط فيها صحة الأزوام بين الأخنان والمسافة على نوعين : حسابية وتجريبية . فالحسابية ما تقدم عليها الكلام . والتجريبية ما أخذت من تجريب المشي . ولكن التجريب يختلف من(3) أمور : الأول قوة الريح وضعفه ، الثاني تفاوت
Shafi 32
مشي المركب بتقديم ألقلع وتأخيره وشحنة المركب وخفته1) ، الثالث تفاوت المركب في المشي ، الرابع المد إما معك أو عليك ، إن كان . فالتجريبية أضعف من الحسابية من هذه آلعوارض .
والحسابية ما كانت من ديرتين أصح من ثلاث ، وما كانت من ثلاث أصح من أربع وهلم جرا . فلهذا المعنى حسبت المسافة بين الحد وزجد من مطلع2) الثريا من الحد لكراشى ، وتركت(3) دير ألبرين، أعني من زرونودير بر(4) ألعرب وألعجم لأجلالصحة.
Shafi 33
الب اشجتل لستارع
في اند رياع
اعلم أن الريح أصله من الهواء . فإذا تحرك الهواه تموج، وذاك التموج هو الريح . ألا ترى أنك إذا ضربت الهواء بالمروحة(1) ، حدث لك منه الريح لتموجه. فإذا كانت الحركة شديدة ، حدثت منها الأرياح العواصف والقواصف .
ويتولد الريح أيضا من ألبرد. ولنا على ذلك دلائل كثيرة . منها إذا كنا مثلا نجري بريح مغيبي غامز ، فنشأت(2) سحابة ماطرة من إحدى الجهات غير جهة المغيب ، فإذا قربت علينا السحابة ، ووصلنا بردها سكن الريح الأول ، أعني المغيبي ، وجاة الريح منها ، فإذا زالت عنا وانقطع عنا بردها ، عاد الريح الأول ، عني المغيبي .
Shafi 34