الْمُبَارَكَة مزِيد اخْتِصَاص فقد يكون مَا لَهَا من الشّرف وَالْبركَة مقتضيا لعود بركتها على الدَّاعِي فِيهَا وَفضل الله وَاسع وعطاؤه جم وَقد تقدم حَدِيث هم الْقَوْم لَا يشقى بهم جليسهم فَجعل جليس أُولَئِكَ الْقَوْم مثلهم مَعَ أَنه لَيْسَ مِنْهُم وَإِنَّمَا عَادَتْ عَلَيْهِ بركتهم فَصَارَ كواحد مِنْهُم فَلَا يبعد أَن تكون الْمَوَاضِع الْمُبَارَكَة هَكَذَا فَيصير الْكَائِن فِيهَا الدَّاعِي لرَبه عِنْدهَا مشمولا بِالْبركَةِ الَّتِي جعلهَا الله فِيهَا فَلَا يشقى حِينَئِذٍ بِعَدَمِ قبُول دُعَائِهِ (قَوْله وَلَا أعلم دَلِيلا ورد عَن النَّبِي ﷺ إِلَّا مَا رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ) أَقُول لَعَلَّه يُشِير إِلَى مَا أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير والأوسط من حَدِيث ابْن عَبَّاس ﵄ عَن النَّبِي ﷺ قَالَ لَا ترفع الْأَيْدِي إِلَّا فِي سَبْعَة مَوَاطِن حِين تفتتح الصَّلَاة وَحين تدخل الْمَسْجِد الْحَرَام فتنظر إِلَى الْبَيْت وَحين تقوم على الصَّفَا وَحين تقوم على الْمَرْوَة وَحين تقوم مَعَ النَّاس عَشِيَّة عَرَفَة وَتجمع العشاءين وَحين ترمي الْجَمْرَة وَلَفظه فِي الْأَوْسَط أَنه قَالَ رفع الْيَدَيْنِ إِذا رَأَيْت الْبَيْت وَفِيه وَعند رمي الْجمار وَإِذا أُقِيمَت الصَّلَاة قَالَ الهيثمي فِي مجمع الزَّوَائِد فِي الْإِسْنَاد الأول مُحَمَّد بن أبي ليلى وَهُوَ سيئ الْحِفْظ وَحَدِيثه حسن اه وَفِي الْإِسْنَاد الثَّانِي عَطاء بن السَّائِب وَقد اخْتَلَط وَكَانَ على المُصَنّف ﵀ أَن يَجْعَل هَذِه الْمَوَاضِع الْمَذْكُورَة فِي هَذَا الحَدِيث مَنْصُوصا عَلَيْهَا لهَذَا الحَدِيث وَلَا يخص رُؤْيَة الْبَيْت وَأخرج مُسلم من حَدِيث أبي هُرَيْرَة ﵁ فِي حَدِيثه الطَّوِيل أَن رَسُول الله ﷺ أَتَى الصَّفَا وَصلى عَلَيْهِ حَتَّى نظر إِلَى الْبَيْت وَرفع يَدَيْهِ وَجعل يحمد الله وَيَدْعُو مَا شَاءَ الله أَن يَدْعُو وَأخرج الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير والأوسط من حَدِيث حذيفه بن أسيد أَن النَّبِي ﷺ كَانَ إِذا نظر إِلَى الْبَيْت قَالَ اللَّهُمَّ زد بَيْتك هَذَا تَعْظِيمًا وتشريفا وتكريما وَبرا ومهابة وَفِي إِسْنَاده عَاصِم بن سُلَيْمَان الكوزي وَهُوَ مَتْرُوك كَمَا قَالَ الهيثمي
1 / 72