غلبت غَضَبي وكحديثه أَيْضا فِي الصَّحِيحَيْنِ قَالَ قَالَ رَسُول الله ﷺ إِن لله مائَة رَحْمَة أنزل مِنْهَا رَحْمَة وَاحِدَة بَين الْجِنّ والأنس والبهائم والهوام فبها يتعاطفون وَبهَا يتراحمون وَبهَا يعْطف الْوَحْش على وَلَده وَأخر الله تسعا وَتِسْعين رَحمَه يرحم بهَا عباده يَوْم الْقِيَامَة وكحديث عمر بن الْخطاب ﵁ فِي الصَّحِيحَيْنِ قَالَ قدم على رَسُول الله ﷺ سبى فَإِذا امْرَأَة من السَّبي قد تحلب ثديها تسْعَى إِذْ وجدت صَبيا فِي السَّبي فَأَخَذته فَأَلْصَقته بِبَطْنِهَا وأرضعته فَقَالَ لنا رَسُول الله ﷺ أَتَرَوْنَ هَذِه طارحة وَلَدهَا فِي النَّار فَقُلْنَا لَا وَهِي تقدر على أَن لَا تطرحه فَقَالَ الله أرْحم بعباده من هَذِه بِوَلَدِهَا وَمثل هَذَا مَا أخرجه أَبُو دَاوُد عَن بعض الصَّحَابَة قَالَ بَينا نَحن عِنْد النَّبِي ﷺ إِذْ أقبل رجل عَلَيْهِ كسَاء وَفِي يَده شَيْء قد التف عَلَيْهِ فَقَالَ يَا رَسُول الله مَرَرْت بغيضة شجر فِيهَا أصوات فراخ طَائِر فأخذتهن فوضعتهن فِي كسائي فَجَاءَت أمهن فدارت على رَأْسِي فَكشفت لَهَا عَنْهُن فَوَقَعت عَلَيْهِنَّ فلففتهن بكسائي فهن أولاء معي فَقَالَ ضعهن فوضعتهن فَأَبت أمهن إِلَّا لزومهن فَقَالَ رَسُول الله ﷺ أتعجبون لرحم أم الأفراخ بفراخها فوالذي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ لله أرْحم بعباده من أم الأفراخ بفراخها ارْجع بِهن حَتَّى تضعهن من حَيْثُ أخذتهن وأمهن مَعَهُنَّ فَرجع بِهن وَمن هَذَا الْقَبِيل مَا ورد فِيمَن قَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله وَهِي أَحَادِيث صَحِيحَة كَثِيرَة وَفِي الْبَاب أَحَادِيث لَا يَتَّسِع لَهَا إِلَّا مؤلف مُسْتَقل ويغنى عَن الْجَمِيع مَا أخبرنَا بِهِ الرب ﷾ فِي كِتَابه من أَن رَحْمَتي وسعت كل شَيْء وَمن أَنه كتب على نَفسه الرَّحْمَة فَإِن هَذَا وعد من الله ﷿ وَهُوَ لَا يخلف على خلقه الْوَعْد وَخير مِنْهُ لِعِبَادِهِ وَهُوَ صَادِق الْمقَال على كل حَال //
1 / 14