Kyautar Ji da Gani
تحفة الأسماع والأبصار
بسم الله الرحمن الرحيم. وبعد حمدا لله وشكره، وحسن الثناء عليه بما يجب من تكرير ذكره وتعظيم أمره، وشهادة أن لا إله إلا الله الذي عظم الشريعة وكرمها، وأن محمدا عبده ورسوله الذي فصل الأحكام وعلمها، والصلاة والسلام على محمد الذي هدى به واضح السبيل، وعلى عترته الذين قربهم لحفظ الحق المبين مع التنزيل، فإنا أمرنا الفقيه الفاضل، سليل الشيعة الأفاضل، شرف الدين الحسين بن يحيى النحوي -أسعده الله ورعاه وبلغه غاية أمله ورجواه- أن يتوجه إن شاء الله إلى الجهات الينبعية والصفراوية وما والاها، وما أمكنه الهداية والإرشاد فيها وفي سواها ليرشد إلى الخير ويدل على سبيل النجاة، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويحض على تقوى الله عز وجل، وهو الإعتصام بحبله والإقرار بوحدانيته وربوبيته، وعدله في الأقوال والأفعال، وصدقه ووفائه في الوعد والوعيد، وتنزهه عن مشابهة العبيد، والتمسك بكتاب الله وعترة رسول الله كما دل على ذلك على لسان نبيه في قوله: ((إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما)) وأن يأمر بإقامة الصلاة، وتعلم فرايضها، وفضايلها وطهارتها وحدودها وإيتاء الزكاة من أنصابها، ويصوم شهر رمضان في وقته، وحج البيت الحرام في زمنه، وتحليل ما أحل الله، وتحريم ما حرم الله في النكاح والطلاق والبيع والشراء، ومعاملة بعض الناس لبعض في أداء ما أوجب الله واجتناب ما حرم الله، والإجتماع على دين الله ودعوته وحبه وحب رسوله وحب أهل بيته، كما قال: ((أحبوا الله لما يغذوكم من نعمه وأحبوني لحب الله، وأحبو أهل بيتي لحبي)) وأن يناصح المسلمين في جميع أحوالهم، ويأمرهم كذلك بالتناصح في ما بينهم، والتناصف ودفع التظالم وما أمكنه فصله من الخصومات ورد المتشاجرين فيه إلى الحق من الحكومات فقد أمرناه بأن يتولى ذلك ويرشد إليه، ويقيم فيه الحق ويحكم به، وكذلك ما لا يتولاه إلا أهل[77/أ] العلم والبصاير من حفظ أموال اليتامى والمساجد والغرب والمصالح والمؤلفة عليها والحث على حفظها ورعايتها، وانكاح من لا ولي لها، وغير ذلك مما طريقه الولاية من الأئمة والإذن من دعاة الحق وورثة الحكمة، مما يظامه تقوى الله عز وجل وحفظ عهوده، والوفاء بعقوده، وما يرجع إلى هذه الجملة، وتكون به إن شاء الله كلمة الحق، والدلالة على الصواب، والهداية إلى الرشد، ونحن نسأل الله أن يصلي ويسلم على محمد وعلى آل محمد ويثبته في أقواله وأفعاله، وجميع أحواله ويرشده ويرشد به ويهدي على يديه، وحسبنا الله ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، في تاريخ شهر شوال الكريم من عام ثماني وستين وألف[يونيو1657م].
وكتب مولانا عز الإسلام والمسلمين، محمد بن الحسن بن أمير المؤمنين مع الفقيه المذكور:
Shafi 350