[ورعه]
وأما ورعه الشحيح ، وتقشفه الصريح فمما لا يفتقر إلى بيان، ولا يختلف فيه اثنان، فإنه مشهور بترك كثير من المباحات والمعتادات بقدرة يوجبها المقدور، وعزيمة لا يتعلق بها غبار الأماني والغرور، وأبوابها غفيرة وأعدادها كثير.
قال القاضي المذكور ما لفظه: ومن عجائب عزماته ما أخبر به عن نفسه الكريمة، قال: لما أشتد الأمر بيننا وبين الصنو أحمد أيام الدعوة وتوجهت جماهير العساكر إلى صنعاء ثم إلى خدار ونحوه، تأملت فقوي عزمي على أن أترك خليفة في الحصن المبارك، وأترك العساكر المتصادمة كما هي، وأتوجه من طريق الحيمه ونحوها حتى لا يشعر الصنو أحمد إلا وأنا في جبال الأهنوم ويكون العراك هناك، فإني أعلم أن قلوبهم عندي فخرجت بما أحتاجه إلى ساحات ضوران فاتفقت بالسيد الجليل هاشم بن حازم ، ولم يكن دخل في السفينة فتريثت عنده حتى صلح أمره وبايع ثم تجدد من الأنظار ما هو أرجح، أو كما قال القاضي المذكور [أيده الله] : ومن ورعه -عليه السلام- أني كنت عنده في شناضبة من أعمال جهران فأخذ الجند في الرمي بالبنادق وشاركهم -عليه السلام-، فأعطاه بعض الجند بندقا من أحسن البنادق، فمنع أن يرمي بها فسألته، فقال: هذه البندق أرسلها القاضي الحسن بن علي الأكوع وأظن بعضها من آداب وبعضها من زكاة.
Shafi 115