بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى، الحمدلله مدبر الأمور على مقتضى ارادته و{كل يوم هو في شأن } المتصرف في مصالح خلقه على مر الدهور بلطيف حكمته من غير موازر ولا ثان، المملك الملك من عند من ملكه في الكتاب مسطور في سالف أزليته، فأنى لغيره سلطان، والصلاة والسلام على الهدى والنور والمبعوث لاعلاء كلمته إلى الإنس والجان، وعلى آله المطهرين (أحسن طهور) من رجس الشيطان ومعصيته فهم لأهل الأرض أمان، وبعد فليعلم من على البسيطة من داني الأرض وأقاصيها، من أتهم بغورها وأنجد بصياصيها ، أن الداعي إلى الله بالمغفرة وراجيها، إبراهيم بن محمد بن أحمد بن أحمد بن عزالدين ثبته الله على قواعد الشريعة ومبانيها، يقول: لما ظهرت الدعوة المتوكلية ظهور الشمس عقب ليل الفتن التي حارت فيها ذووا الألباب، ودان لها ذووا العقول، وخضعت لخضوع الذليل غلب الرقاب، ورفعها المسلمون معزين لها ومكرمين، وذهب إليها العلماء ثباتا وعزين، ووكل قوما ليسوا بها بكافرين، حتى صارت ماضية لشأنها، قاطعة لعنانها، قائلة بلسانها:
دعوني أجوب الأرض في طلب العلى .... فلا الكرخ في الدنيا ولا الناس قاسم
وعقد المسلمون للمسرة بها تاجا، ووهجوا للجذل بها سراجا وهاجا، ودخل تحت أوامرها المسلمون أفواجا، وجاءوا نحوها أفرادا وأزواجا، وما ذاك إلا أن محتملها ينبوع العلم الفوار، وغيث الفضل المدرار، وزبرقان الفلك الدوار، وطراز علالة المعالي والفخار:
Shafi 302