وكان مولانا محمد بن الحسن لما جهز صنوه من مدينة إب انحدر في من بقي معه إلى تعز العدنية ، ثم أرسل الإمداد والرتب لحفظ الطريق، وأعد خيلا تسير مع القوافل، وبذل العطاء والإحسان في أهل المشارق، فقطعوا ما بينهم[60/أ] وبين هذا الأمير من العلايق، وقد احتاط أيضا بأن أرسل الأمير الكبير عبدالله بن منيف المنصوري الحمزي في عسكره إلى مدينة رداع، وكاتب الرصاص وأحسن إليه، وهو مع ذلك يكاتب الإمام -عليه السلام- بأن يتابع الإمداد، فأرسل مولانا محمد بن الحسن -أطال الله بقاه- ومع عسكره إلى مدينة ذمار لينظر ما يصح من أهل المشرق من التخلية لهذا الأمير أو غير ذلك، فسكتت لذلك الرعاع، وقرت الأمور على المحبوب .
وأما مولانا أحمد -أطال الله بقاه- فإنه قام في خنفر نحو عشرة أيام، وأمر بنقل أولاد الأمير عبدالقادر ومحارمه، وجعل عليهم أخا الأمير المسمى ناصر بن عبدالقادر مع خدمهم وثقاتهم إلى لحج، وقد بحث أيضا عمن بقي أيضا من أصحاب المنبسي في حبس الأمير المذكور وأخرجهم ورفقهم من جملة أولاد الأمير عبدالقادر، ثم نقلهم إلى تعز المدينة، وأجرى عليهم الإمام -عليه السلام- النفقات الوافرة، والكفاية الفايضة من كل شيئ.
وأما الأمير حسين فبقى في يافع أياما، ومولانا محمد يلطف به ويكاتبه ويكاتب من يكاتبه، ويبذل له من الإنصاف، ثم عاد إلى خنفر وجعل له عوايد آبائه من عدن ولحج، وجعل له بلاد أبين أيضا، وأقره الإمام -عليه السلام- على ذلك وصلح الحال.
Shafi 293