[أخبار السيد محمد بن علي الفوطي]
[50/أ] وكان على ولاية صعدة المحروسة بالله من قبل مولانا المؤيد بالله، السيد الفاضل شرف الدين الحسن بن أحمد بن أمير المؤمنين الناصر لدين الله الحسن بن علي بن علي المؤيدي، وكان لما بلغه وفاة الإمام -عليه السلام- في صعدة السيد الزاهد الفاضل محمد بن علي الهادي الفوطي وقد تقدم ما كان منه في أخبار مولانا المؤيد بالله -عليه السلام- وأنه ضعيف البنية، كثير الصيام والتقشف، فحصل في عقله ضعف فتصور في نفسه التصورات المغيرة، فأظهر أنه المهدي المنتظر، واغتر به رعاع الرعايا، وطعن في السيرة، وشوش عليهم، وكانوا يحملونه على ظهورهم لضعفه فحصل بسببه قتول وفتنة في بلاد رازح وبني جماعة.
وقد تقدم في سيرة الإمام المؤيد بالله -عليه السلام- ذكرها، وصار بعدها إلى صعدة المحروسة بالله، وبقي في بعض مساجدها، فخاف السيد الحسن أن يحدث منه مثل ما تقدم؛ فاعتقله وبقي في الإعتقال إلى صبيحة اليوم الذي وصل فيه مولانا أحمد إلى صعدة، وهرب فلم يكد يلتفت إليه أحد في تلك الأيام، فكان في حكم الداعي الخامس، لكن لا التفاف إليه من أهل العلم وجمهور العامة، وحج بعدها في خمس وخمسين وألف[1645م]، وكان طريقه بيشة بن المهدي، وقد اجتمع للحج وركب قحطان المعروف بالكثرة، فأخذ يعاقدهم ويبايعهم على أنهم ينصرونه، ويظهر أمره في مكة المشرفة، ويخطب في المسجد الحرام فأجابه أقلهم.
Shafi 267