============================================================
السلام، صيانة لأجسادهم عن الطوفان الذي كان بعدهم في زمان نوح غليه السلام، ولم يسقط من أجسادهم ولا من شغورهم شيء، وليس فيهم شيخ ولا من شعره أبيض، أو في شعره شيب البتة. وهم أجساد كثيرة جدا.
وأجسادهم قوية جدا لا يقدر الانسان أن يزيل منهم عضوا من اعضائهم، ولكنهم قد خفوا حتى صاروا كالغثاء خفة لطول الزمان..
وخاصية أرض مصر أن الموتى لا يبلون تحت الأرض من أي حيوان كان. وفي تلك البئر أربعة من الدور مملوءة بأجساد الموتى: وفي تلك البئر في كل وجه من تربيعة البئر، يدخل إلى دار من تلك الدور، وفيها من الخفاش مالا عدد له. وإنما يدخل الانسان إلى تلك الدار بالمشاعل والنفط والحشيش اليابس يشدونه خزما كالشمع ويشعلون فيه النار لأجل الخفاش، لأنهم إذا الدخلوا بالشمع والسرج أطفأتها الخفافيش بأجنحتها لكثرتها يلقون أنفسهم على النار ليطفئوها.
وكانوا يدفنون أيضا جميع الحيوان في الرمال. ولقد وجدت يوما ثيابا كثيرة ملفوفة خزمة مقدار أكثر من مائة ذراع . وقد اخترقت تلك الثياب من كثرة من السنين، فأزلت تلك الثياب المخترقة إلى أن ظهر تحتها خرق صحاح قوية بيض من الكتان، أمثال العصائب، فيها أعلام من الحرير الأحمر، وفي داخلها هدهد ميت لم يتناثر من ريشه ولا جسده شيء، كأنه مات الآن.
وفي القبة التي في الهرم باب يفضي إلى علو الهرم، كأنه سيب الرحى الذي ينصب فيه الماء على الرحى، عال لا يرى أعلاه، وليس فيه دوح، وعرضه خمسة أشبار أو نحوها، يقال إنه صعد فيه في زمان المامون، فأفضوا إلى قبة صغيرة، ووجدوا فيها صورة ادمي من حجر أخضر كالدهنج، فأخرجوا تلك الصورة إلى المامون، فوجدوها مطبقة كالدواة، ففتحوها فوجدوا في ذلك جسد ادمي عليه ذرع من ذهب، مزين بأنواع الجوهر، وعلى صدره نصل سيف لا ااقاي مة له، وعند رأسه حجر ياقوت أحمر كبيضة الدجاجة، يضيء كلهب النار،
Shafi 102