Kyautar Masoya
تحفة الأحباب وبغية الطلاب
Nau'ikan
لشهيق النار فمضى إلى ثياب عفان التى كان يتجمل بها فألقاها فى النار وعمامته وكل ما كان لعفان فلما رأى عفان ما صنعه العبد رزقه الله تعالى الحلم والصبر فأعتق العبد وزوده وأخرجه ورجع عفان إلى بيته فسمح الناس ما فعل العبد مع عفان وما فعل عفان معه فى العتق فوقع لعفان فى قلوب الناس المحبة فجاء رجل من كبار تجار مصر إلى عفان وقال له عندى بضاعة تصلح للهند وقد اخترت أن تذهب لى بها ومهما ربحت فلك كذا واتفقا على ذلك فجهزه التاجر فخرج عفان ومعه البضاعة إلى البحر المالح فسافر فيه إلى عدن وأقام بها ما شاء الله ثم ركب البحر ودخل إلى بحر الهند وباع ما كان معه من البضائع وربح ثم رجع فعصفت عليهم الريح فألقت الريح بالسفينة إلى بلاد الزنوج فخافت التجار على أنفسهم وأموالهم ودخلوا إلى البر استقبلهم الزنوج وجعلوا يأخذون رجلا رجلا يحملونه ويردونه إلى السفينة ليعرضوه على ملكهم والملك لم يتكلم مع أحد منهم فلما أخذوا عفان أدخلوه على الملك فلما رآه قام اليه وقبل يديه ورجليه ووقف بين يديه ففزع عفان من ذلك فقال له الملك ألست عفان الخياط بمصر: الذى اشتريت غلاما زنجيا وأحرق ثيابك ولم تؤذه وقد أساء اليك وأعتقته وزودته؟ فقال عفان نعم أيها الملك فقال الملك يا عفان أنا هو ذلك العبد الذى اعتقنى وقد أعطانى الله تعالى هذه النعمة ببركة إحسانك إلى وجميع هذه المملكة لك وأنا ملك على هؤلاء وأنت ملك على فحمد الله تعالى عفان على ذلك وقال له أيها الملك أنت لى كالولد وبلادك لا تصلح لى ولا لمثلى فأمر له بسفينة وحمل فيها من الأموال مالا نهاية له ووهبه السفينة وجميع ما فيها وبعث معه من عبيده من وصله إلى بلاد اليمن ثم إن عفان رجع من بلاد اليمن إلى مصر ومعه مال لا يحصى فكان (رحمه الله تعالى) لا يرد سائلا وعمل الدور والحانات
Shafi 125