Tuhfat Acyan
تحفة الأعيان لنور الدين السالمي
Nau'ikan
وكان أبو صالح الوضاح واليا للجلندى على أبرى فمر به قوم استحل المسلمون دمهم فأمنهم وخرج بهم إلى الجلندى وبلغ الجلندى أن الوضاح أمنهم فقال لا أمان لهم عندي , أو قال لا أمان دون الإمام , فوجه غليهم من لقي الوضاح ببهلى فقتلهم فيها؛ فوقع في نفس بعض المسلمين من ذلك شيء فرفعت المسألة إلى أبي عبيدة مسلم وأبي مودود حاجب؛ فقال حاجب لا أمان إلا للإمام ولا أمان دون الإمام.
ذكر مقتل شيبان الخارجي إمام الصفرية
وكان قد جاء إلى عمان بجيش هاربا من السفاح , فلما قدم إلى عمان أخرج إليه الجلندى هلال بن عطية الخراساني ويحيي بن نجيح وجماعة من المسلمين , فلما التقوا وصاروا صفين قام يحيي بن نجيح وكان يحيي فضله مشهورا بين المسلمين فدعا بدعوة أنصف فيها الفريقين فقال اللهم إن كنت تعلم إنا على الدين الذي ترضاه والحق الذي تحب أن تؤتي به فاجعلني أول قتيل من أصحابي؛ ثم اجعل شيبان أول قتيل من أصحابه؛ واجعل الدائرة على أصحابه.
وأن كنت تعلم أن شيبان وأصحابه على الدين الذي ترضاه والحق الذي تحب أن تؤتى به فاجعل شيبان أول قتيل من أصحابه فأمن الفريقان؛ ثم زحف القوم بعضهم إلى بعض فكان أول قتيل من المسلمين يحيي بن نجيح , وأول قتيل من أصحاب شيبان شيبان , ومكن الله المسلمين منهم واستولوا عليهم فلم تبق لهم بقية فيما علمنا.
ذكر مشهد الجلندى وأصحابه رحمهم الله تعالى
وكان ذلك بجلفار على يد خازم بن خزيمة الخراساني عامل السفاح من بني العباس , وسبب ذلك إنه لما قتل شيبان وصل عمان خازم بن خزيمة وقال إنا كنا نطلب هؤلاء القوم يعني شيبان وأصحابه وقد كفانا الله قتالهم على أيديكم , ولكني أريد أن أخرج من عندك إلى الخليفة وأخبره أنك له سامع مطيع , فشاور الجلندى المسلمين في ذلك فلم يروا له ذلك؛ وقيل سأله أن يعطيه سيف شيبان وخاتمة فأبى الجلندى.
Shafi 77