ثم أن شيرويه كتب إلى باذان مرزبانه على عمان ويقال بل اسمه فستحان أن ابعث من قبلك رجلا عربيا فارسيا صدوقا مأمونا وقد قرأ الكتب إلى الحجاز يأتيك بخير هذا الرجل العربي الذي يزعم أنه نبي , وعنى بقوله عربيا فارسيا أي قد تكلم بالعربية والفارسية ويعرفهما فبعث باذان ويقال الفستحان رجلا من طاحية يقال له عب بن برشة الطاحي وكان قد تنصر وقرأ الكتب, فقدم المدينة وأتى النبي صلى الله عليه وسلم فكلمه فرأى فيه الصفات التي يجدها في الكتب, فعرف أنه نبي رسل؛ فعرض عليه النبي صلى الله عليه وسلمالإسلام فأسلم كعب ورجع إلى عمان, فأتى باذان: فأخبره أن النبي صلى الله عليه وسلم نبي مرسل, فقال باذان هذا أمر أريد أن أشافه فيه الملك, فاستخلف على أصحابه الذين بعمان رجلا من أصحابه يقال له مسكان؛ وخرج باذان إلى الملك كسرى بفارس ثم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى أهل عمان, وكان الملك في ذلك العهد بعمان الجلندي بن المستكبر, وأرسل إليه يدعوه ومن معه إلى الإسلام؛ فأجاب؛ وأرسل إلى الفرس الذين بعمان وكانوا مجوسا يدعوهم إلى التدين بهذا الدين والإجابة إلى دعوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم فأبوا؛ فأخرجهم الجلندي قهرا وصغرا من عمان.
وقال آخرون إن النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى أهل عمان يدعوهم إلى الإسلام؛ وعلى أهل الريف منهم عبد وجيفر ابنا الجلندي, وكان أبوهما قد مات في ذلك العصر, فكان في كتابه صلى الله عليه وسلم إلى أهل عمان, فأقروا بشهادة أن لا إله إلا الله وأني محمد رسول الله, وأدوا الزكاة, واعمروا المساجد وإلا غزوتكم.
وعن الواقدي بإسناده أن النبي صلى الله عليه وسلمكتب إلى جيفر وعبد ابني الجلندي الأزدي بعمان وبعث عمرو بن العاص بن وائل السهي بكتابه إليهما, وكان كتابه صحيفة أقل من الشر فيها:
Shafi 44