قدم على رسول الله صاى الله عليه وسلم عند أول ظهور الإسلام بعمان وأسلم ودعا له النبي صاى الله عليه وسلم ولأهل عمان بخير ؛ وكان من خبره أنه كان يسدن صنما له في الجاهلية في سمائل يقال له ناجر لعظمة بنو خطامة وبنو الصامت من طى.
قال مازن فعترنا عنده ذات يوم عتيرة يعني الذبيحة فسمعت صوتا من الصنم يقول:
يا مازن اسمع تسر = ... ظهر خير وبطن شر ... = بعث نبي من مضر
بدين الله الأكبر = ... فدع نحيتا من حجر =تسلم من حر صقر
قال مازن ففزعت لذلك ثم عترنا بعد أيام عتيرة أخرى فسمعت صوتا من الصنم يقول:
أقبل إلى أقبل =تسمع ما لا يجهل ... =هذا مرسل جاء بحق منزل
آمن به كي تعدل = ... عن حر نار تشعل = ... وقودها بالجندل
فقلت إن هذا لعجب؛ وإنه لخير يراد بي, فبينما نحن كذلك إذ قدم رجل من أهل الحجاز فقلنا له ما وراءك؟ فقال ظهر رجل يقال له أحمد يقول لمن أتاه أجيبوا داعي الله, فقلت هذا نبأ ما سمعت, فثرت إلى الصنم فكسرته وركبت راحلتي فقدمت على رسول الله صاى الله عليه وسلم فأسلمت.
وفي المعنى أن القادم ظهر رجل يقال له محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب ابن هاشم بن عبدمناف يقول لمن أتاه أجيبوا داعي الله فلست بمتكبر ولا جبار ولا محتال أدعوكم إلى الله وترك عبادة الأوثان, وأبشركم بجنة عرضها السموات والأرض وأستنقذكم من نار تلظى, لا يطفأ لهيبها ولا ينعم من سكنها.
قال مازن: فقلت هذا والله نبأ ما سمعت من الصنم, فوثبت إليه وكسرته جذاذا وركبت راحلتي حتى قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألته عما بعث له فشرح لي الإسلام ونور الله قلبي للهدى فأسلمت وقلت:
كسرت ناجرا جذاذا وكان لنا =ربا نظيف به ضلال بتضلال
بالهاشمي هدانا من ضلالتنا =ولم يكن دينه مني على بال
Shafi 41