254

Tuhfat Acyan

تحفة الأعيان لنور الدين السالمي

Nau'ikan

وإما فتى أبكى عيون عداته ... = ... ... وأما فتى تبكي عليه أقاربه

وإما فتى يقضي عليه حمامه ... = ... ... وأما فتى تقضي الحمام قواضبه

وفتيان صدق من رجال حضارم ... = ... أوائلهم أعيت على من تغالبه

لهم همم تعلو العلا وعزائم ... = ... ... تصدقها فعل كرام مناقبه

وأما إذا اشتد البلى بنفوسهم ... = ... ... وبالمال ما ضن بالمال واهبه

وأكرم بقوم قولهم هو فعلهم ... = ... ... ولا فعل إلا ما كرام مناسبه

وكم قائل في قوله غير فاعل ... = ... ... ألا إن شر القول ما أنت كاذبه

ولست امرأ يرضي سلامة نفسه= ... ... وإن تلف الدين الذي هو طالبه

سلي هل قطعنا سبسبا بعد سبسب= ... ... تعاوى به سيدانه وثعالبه

سلي النسر هل زرنا فلم نقض حقه= ... ... وقد نشبت في لحم قوم مخالبه

فما زال يخفي الليل ما في سواده= ... ... إلى أن بدت عنه الصباح عجائبه

متى يكسب المعروف من كان همه = ... ... غداء يغدي أو فتاة تراقبه

إذا هم صدته زواجر خوفه ... = ... ... وعاقته من دون الرحيل حبائبه

وإنما ذكرنا القصيدة بأسرها لسهولة موردها وعذوبة مشربها، وهي مع ذلك دالة على سمو همة الإمام، وبعد مراميه وغزارة فهمه وحسن اقتداره، ولأبي إسحاق الحضرمي قصيدة يذكر فيها قصة نهد وعقيل وأرسلها إليه من حضرموت وكناه فيها بأبي غسان قال فيها:

ألا أبلغوا عني السلام تحية = ... ... ... إمام عمان راشد أيها الوفد

وصحبته طرا ومن قد تضمنت= ... ... جوانحه ودا لهم ولهم عضد

جميعا حضروا بالتحية ذا النهى= ... ... سليل سعيد صانه الصمد الفرد

لقد قمت في الإسلام بالحق مصعدا= ... ... إلى الرتبة العليا يسمو بك السعد

ورمت مقاما قط ما رام وانتهى= ... ... إلى مثله إلا امرئ صابر جلد

حليم حكيم خاضع متواضع ... = ... ... عفيف لطيف حازم حجر صلد

إلى أن قال:

وقد كان من إخواننا الغر فتية ... = ... ... بناحية الأشغا شهام لهم عقد

وفيهم فتى أكرم به نسل خالد ... = ... ... له همة كبرى نحو السما تعد

Shafi 263