Tuhfat Acyan
تحفة الأعيان لنور الدين السالمي
Nau'ikan
ونحن إليه واردون بجيشنا ... ... ... فما هو أدهى من ملوك الديالم وخرجت الترك على عمان أيام الخليل بن شاذان ولعل هؤلاء الترك كانوا عند بني العباس فإنهم قد استخدموا الترك وغلبوا على أمرهم حتى صارت الدولة إليهم وصار بنو العباس آلة في أيديهم فخرجوا على عمان وأسروا الخليل ونصب أهل عمان من بعد أسره محمد بن علي إماما.
ثم أن الترك ردوا الخليل ومال الناس إليه بحبهم فيه ورغبتهم في عدله , فيقال أن الإمام محمد بن علي اعتزل الأمر بنفسه؛ ورد الأمر إلى المسلمين فردوا الإمامة إلى الخليل بعد خلاف وقع في المسألة أيهما الإمام , فقال بعضهم أن عقد الأول سابق وأنه هو الإمام وقال آخرون أن الأول زالت إمامته حين صار في يد العدو وان عقد الثاني هو الثابت , قال الأولون بل الإمام الأول يكون في حكم المفقود الذي حكم بفقده وتمت أيام مدته واعتدت امرأته وتزوجت , فإنه إن رجل بعد ذلك خير بين امرأته وبين أقل الصداقين فأيهما اختار كان ذلك له. فلولا أن تزويجه سابق ثابت ما كان له التخيير , فالإمام إذا اسر ثم رجع يكون مثل ذلك. والذي أقوله أن الإمامة قد تزول بالعجز عن القيام بها لأنها أحوال منوطة بقدرة القائم فإذا زالت القدرة فالمسلمين أن يقدموا غيره , فإذا قدموا غيره كان هو الإمام وليس لهم أن يتركوا عقده لرجوع الأول إليهم بعد أن عقدوا عليه بوجه صحيح؛ فأما لو انتظروا رجوعه كان ذلك جائزا لهم؛ وحين اعتزل الإمام الثاني اختيارا وقبل المسلمون منه ذلك ارتفعت المؤنة؛ وانتفى الخلاف , لأن للإمام أن يعتزل عن مشورة المسلمين إذا قبلوا منه ذلك , ورجوا أن غيره أعز وأقوى للدولة , وقد قيل أن الجلندى رحمه الله تعالى اعتزل مرتين؛ فما كاد أن يرجع.
وفي يوم الثلاثاء ضحوة النهار لعشر ليال خلون من شهر رمضان سنة تسع وأربعمائة مات محمد بن عبدالله بن المفتى الكندي.
Shafi 257