244

Tuhfat Acyan

تحفة الأعيان لنور الدين السالمي

Nau'ikan

وبلغ ما كان منه مع بني مكرم إلى الملك أبي كاليجار والعدل أبي منصور بن مافنة فأعظما الأمور واستكبراه؛ وشذ العادل في الأمور وكاتبا نائبا كان لأبي القاسم بن مكرم بجبال عمان يقال له المرتضي؛ وأمره بقصد ابن هطال وجهز العساكر من البصرة لتسير إلى مساعدة المرتضي؛ فجمع المرتضي الخلق وتسارعوا إليه وخرجوا عن طاعة ابن هطال؛ وضعف أمره واستولى المرتضي على أكثر البلاد , ثم وضعوا خادما كان لابن مكرم وقد التحق بابن هطال على قتله؛ وساعده على ذلك فراش كان له؛ فلما سمع العادل بقتله سير إلى عمان من أخرج أبا محمد بن مكرم ورتبه في الإمارة وكان قد استقر الأمر لأبي محمد في هذه السنة؛ يعني سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة , وذكر في حوادث سنة اثنين وأربعين وأربعمائة أن صاحب عمان الأمير أبا المظفر بن الملك أبي كاليجار كان مقيما بها ومعه خادم له قد استولى على الأمور وحكم على البلاد وأساء السيرة في أهلها؛ فأخذ أموالهم فنفروا منه وأبغضوه.

قال: وعرف إنسان من الشراة يقال له ابن راشد الحال , فجمع من عنده منهم وقصد الميدنة فخرج إليه الأمير أبي المظفر في عساكره فالتقوا واقتتلوا , فانهزمت الشراة ورجعوا إلى مواضعهم؛ وأقام بن راشد مدة يجمع ويحتشد , ثم سار ثانيا وقالته الديلم؛ فأعانه أهل البلد لسوء سيرة الديلم فيهم , فانهزم الديلم وملك ابن راشد البلد؛ وقتل الخادم وكثيرا من الديلم؛ وقبض على الأمير أبي المظفر وسيره إلى جباله مستظهرا عليه وسجن معه كل من خط بقلم من الديلم وأصحاب الأعمال وخرب دار الإمارة وقال هذه أحق دار بالخراب واظهر العدل وأسقط المكوس واقتصر على ربع عشر ما يرده إليهم وخطب لنفسه وتلقب بالراشد بالله ولبس الصوف وبنى موضعا على شكل مسجد؛ قال وقد كان هذا الرجل تحرك أيضا أيام أبي القاسم بن مكرم فسير إليه أبو القاسم ومن منعه وحصره وأزال طمعه , هذا كلامه وهو يدل بمفهومه على أن انقطاع ملك الجبابرة كان بهذا الحال.

Shafi 253