225

Tuhfat Acyan

تحفة الأعيان لنور الدين السالمي

Nau'ikan

قال ثم داهية هي أعظم وأفحش كفرا , قوم يدعون إلى تكذيب رسول الله صلى الله عليه وسلم , يعني القرامطة يدعون إلى تحريف تأويل القرآن لم يمكنهم إبقاء التأويل والتنزيل معا, فجعلوا يبطلون التأويل ويحرفون الكلم عن مواضعه لأنهم حتى حرفوا تأويله بما لم يسمعه الله قصدوا إلى إبطال تنزيله , وفي الحق عليكم إن تدعوا لذلك وتتفرغوا لدينكم وأحسابكم , لأنهم يستحلون فيما بلغنا قتل الأطفال وسبي الحرم ويضربون الأمثال في ذلك , ويقرلون إذا قتلت العقرب فلك أن تقتل أولادها , يتأولون دعوة نوح عليه السلام على قومه ( رب لا تذرني على الأرض من الكافرين ديارا إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا ) يقصدون إلى أهل الجفا ومن يستحل أكل أموال الناس بغير دين؛ فكيف إذا منوهم الخلود ووعدوهم استباحة القرى.

فالله الله قبل أن تنزل بكم العقوبة؛ فليجتمع منكم عشرون رجلا إلى هؤلاء القوم فيسألونهم عما يدعون إليه؛ فإن ناظروكم فناظروهم؛ وإن طووا عنكم فاعدوهم وأجيبوهم؛ ولا تأمنوا أن يجمعوا عليكم الأعراب واللصوص وقطاع الطرق؛ ثم بيتوا على قرية من قراكم فيستبيحونكم ويغلظ جمعهم بالفساق؛ ثم يعسر عليكم دفعهم؛ فأدركوا قبل أن يفرتكم الأمر؛ وتندموا على ما فاتكم؛ وقد أعذرنا إليكم ونصحناكم والله شاهد على ما نقول ويقولون.

وقال أو قحطان رجعوا إلى راشد يعني ابن النظر بعد أن كان في السجن خليعا مقيدا محبوسا أسيرا فقعدوا له إماما وقصروا الجمعة وجبوا الزكاة وباع راشد الصوافي ثم خذلوه وتركوه ثم خلعوا معه الإمامة وفرضها؛ وما أوجب الله تعالى فيها على أهلها لعبا ولهوا؛ كلما أراد صافقوا رجلا ببيعة ثم خذلوه حتى بايعوا ست عشرة بيعة وأقل أو أكثر لم يفوا بواحدة؛ ولا ساروا بحق الإمامة ولا اتبعوا ولا من قدموه في بيعتهم سبيل الأسلاف من المسلمين.

Shafi 234