211

Tuhfat Acyan

تحفة الأعيان لنور الدين السالمي

Nau'ikan

فلما بلغ الحواري بن عبدالله والفضل بن الحواري مسير هذه الجموع إليهم وإنهم صاروا بالقرب من صحار , وكانوا قد نزلوا مجز خرجا بمن معهما من العساكر وكان عسكرا ضخما فالتقوا بالخيام من ظهر عوتب بموضع يسمى القاع, فاقتتلوا قتلا شديدا , وحملت اليحمد والعتيك في الميمنة والقلب , وحملت بن هناة وسائر ولد مالك بن فهم على الميسرة , فما كان يسمع إلا طنين السيوف على صفائح الدرق والبيض والحلق , وارتفع بين الكتيبتين غبار عظيم حتى ستر الشمس وانجلى القتام عن قتلى كثيرة وأبلى يومئذ سليمان بن عبدالله بن بلال بلاء حسنا فيمن معه من أهل بيته وحمل فشد على الريان بن محجن السامي؛ وكان من فرسان بني سامة , فطعنه في لبته وألقاه عن فرسه ميتا , وانهزمت النزارية هزيمة لم ير أقبح منها , وأسر منهم خلق كثير , وقتل منهم في المعركة ستمائة رجل؛ وقتل من اليمانية من أصحابهم خمس وثمانون رجلا , وقتل الفضل بن الحواري , والحواري بن عبدالله وورد بن أبي الدوانيق ويحيي بن عبدالرحمن السامي , ومحمد بن الحسن السامي صاحب الراية الكبيرة , وكان فارس الكتيبة وناس كثير من بني سامة من وجوههم , وصعصعة ابن عوف العوفي وموسى بن عبدالله الواحشي في خلق كثير من بني عمه وسعيد بن المنهال الفجحي , فهؤلاء هم الوجوه , وأما غيرهم فلا تأتي عليهم التسمية , وقتل من أصحاب الأهيف بن حمحام محمد بن يزيد اليحمدي من أهل تنعم ورجل من العتيك يقال له منبه بن مخلد وجماعة من الآخرين.

وقيل إن الفضل بن الحواري لما تراءى بعسكر اليمانية من أصحاب عزان قال: يا لهفي على الدنيا ما تزودت منها ولقد جاشت نفسي؛ وكان أول قتيل من الوجوه في المعركة؛ وانفلت محمد بن القاسم السامي فطار على بعير حتى نزل توام ثم لحقه بشير بن المنذر إلى توام وخرجا إلى البحرين إلى محمد بن بور , فكان من أمرهما ما كان.

Shafi 220