Tuhfat Acyan
تحفة الأعيان لنور الدين السالمي
Nau'ikan
قال أبو الحواري: فإذا اختلف المسلمون في الرأي فأخذ الإمام برأي من شاء ويرى أنه أقرب إلى الحق كان أوسع له ذلك. قال وبلغنا عن أبي عبدالله رحمه الله أنه قال: إذا اختلف الناس في الرأي ورجعوا إلى الإمام , قال فإن قالوا إن عزان ابن تميم قد دعا إلى الإنصاف ولم يعلم أنه أنصف , فيقال لهم إن الإمام مأمون على أحكامه حتى يعلم أنه لم يعط حقا صح معه وغنه اتبع هواه في منع الحق , قال وقد بلغنا عن موسى بن علي رحمه الله أن رجلا وصل إليه في طلب حق , وكتب له موسى بن علي إلى الإمام عبدالملك بن حميد رحمه الله , فخرج الرجال إلى الإمام ثم رجع إلى موسى فقال: يا أبا علي لم ينفذ كتابك أو كما قال له؛ فقال له موسى رحمه الله هو المأمون علينا وعليكم. قال فإن قالوا كان عليه أن يجبر أهل الحقوق على اخذ حقوقهم حتى يأخذوا حقوقهم أو يبرءوا منها , قيل لهم في المأثور عن محمد بن محبوب رحمه الله أن من كان له حق فدعى إلى أخذ حقه فأبى فلا حق له , واحتج أبو عبدالله بعبدالله بن آريس لما أفسدت دابته حرث القوم أتى عبدالله ابن رآيس إلى أصحاب الحرث فعرض عليهم الغرم فأبوا , فقال لهم إنا عرضنا عليكم الحق فلم تقبلوه , وانصرف عنهم عبدالله بن آريس وخلا عنهم , قال ونحن بأئمتنا نقتدي وبالله نهتدي.
Shafi 217