198

Tuhfat Acyan

تحفة الأعيان لنور الدين السالمي

Nau'ikan

إن بالروضة عصوا دحرته=قطعت فيه السيوف السيوفا طفقت تجدع فيه رجال =الأزد جهلا بالآنف الانوفا

حكم الموت فضم إليه=سادة المحض واللعا اللفيفا

يا له من مستكنف حمام=واجهت فيه الصفوف الصفوفا

سدل النقع عليهم سجوفا= ... هتكت فيه الروايا السجوفا

فترى الأرواح تجتث شوقا= ... وترى فيه المنايا وقوفا

صار من صوب الدماء ربيعا= ... وصار من كي الضراب مصيفا

ما انجلى حتى اكتست من دجا= ... بهجة الأرض ظلاما كثيفا

ترك الدهر وشاع المعالي= ... بعد شيخ الأزد نصر قطوفا

يا سويد بن سرات ترقب= ... ضربة تجتث الصليفا

قد جنت كفاك للنجح يوما = ... تترك الصاحي منه نزيفا

وابن منهال سعيد ستسقي= ... بظباة البيض سما مدوفا

مثل ما امتدت يداه حلاسا = ... لفتى الشيخين نصلا نحيفا

إن يك أسلاف قومي تولوا= ... فلقد أنفوا أناسا خلوفا

سنجاري السفح الوتر بالسفح= ... حتى يدع الضيف عليهم صنوفا

عكف الدمع على كل عين= ... رأت الطير عليهم عكوفا

لهف ما أما عليهم لحرب= ... تحذي بالزحوف الزحوفا

لهف ما أما عليهم لعان= ... عضت الأركان منه الرضيفا

لهف ما أما عليهم إذا ما = ... ألجأ الخوف المضاف اللهيفا

لهف ما أما عليهم لخطب= ... تجف الأكباد منه وجيفا

عجبا للأرض كيف طوتهم = ... في الثرى الغامض طيا لطيفا

وهم الهضب الشوامخ عزا= ... وهم الأبحر سيبا وريفا

أبلغا فهما وإن حسمته= ... حلفات النكل مسببا سبيفا

رابه الباب المبير الأعادي= ... بلده ضغما وطورا مريفا

وهو قطب الأزد أنى استدارت=شاء أن يعدل أو أن يجيفا

يا أبا راشد أعلم أن اللبيب=لا يقدم حتى يطيفا

وكذاك الصقر إما تعالى=فهو لا ينحط حتى يحيفا

فوق السهم ولا ترم حتى = ... تعرف اليرع لكي لا تصيفا

إن يكن يوم تصدى بنحس= ... فلعل السعد يأتي رديفا

أو يك ينفعك لدغ زمان= ... فعسى هو أن يزف زفيفا

لا تهللن قريب ريح= ... قد قفا منها النسيم الهيوفا

ليس يوم الروضة جميعا= ... إن الأيام كرا عطوفا

جرد العزم وشمر ليوم= ... يترك العار الثقيل خفيفا

أقعود والقلوب تلظى= ... فانبذ المغفر والبس نصيفا

Shafi 207