147

Tuhfat Acyan

تحفة الأعيان لنور الدين السالمي

Nau'ikan

أني أوصيك بتقوى الله في سرك وجهرك وأن تكون على أمر الله حدثا وفي مرضاته راغبا وأن تعمل بالعدل في الرعية , وأن تقسم بينهم بالسوية , وأن تأمر بالمعروف وتحث أهله عليه , وتنهى عن المنكر وترده على من عمل به , وتنزل كل ذي حدث أنزله حدثه وأن تقيم فيهم كتاب الله وتحيي فيهم سنة نبي الله صلى الله عليه وسلم , وتسير فيهم بسيرة أئمة الهدى في حد الغضب منك والرضا؛ ولا يخرجك غضبك من الحق ولا يدخلك رضاك في الباطل؛ ولا تتعاطى من الناس عند قدرتك عليهم ما لم يأذن الله به لك فيهم , ولا تخف في الله لومة لائم واجعل الناس عندك في الإنصاف سواء , واحذر أن يستميلك إلى أحد منهم هوى , ولا تركن إلى أهل الجهل والباطل والطمع والغي , فإن الله قد حذر نبيه محمدا صلى الله عليه وآله وسلم فقال: ( واحذروهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك ) وقال ( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون ) وقال: ( ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض والله ولي المتقين ).

ولا تتخذ من الأصحاب إلا الأمناء الذين تؤمنهم على ما يغيبون به عنك من أمانتك فيما يرفعونه إليك عن رعيتك؛ فإني قد ائتمنتك على أمانتي ووثقت بك على حمايتي بالقيام بالقسط في رعيتي؛ والمساعدة لي على ما أنا قائم لسبيله من أمر ربي , وكن كما رجوت فيك وعند ظني بك فإنك عين لي على ما غاب عني , والله شهيد عليك وعلى وناظر إليك وإلى؛ وسائلك وسائلني فلست بمغن لك من الله ولا أنت بدافع ولا نافع لي عند الله إلا بحفظ أمانته , ورعاية حقوقه والصدق عليه , فالله فاكتف ومنه فاستح وإياه فاتق , ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

Shafi 155