Tuhfat Acyan
تحفة الأعيان لنور الدين السالمي
Nau'ikan
وفي بعض التواريخ: لما كان ليلة الأحد لثلاث خلون من جمادي الأولى سنة إحدى وخمسين ومائتي سنة نزل أمر فظيع عجيب ببدبد وقيقا والباطنة وسمائل ودما وصحار , أمر عظيم جليل نزل عليهم في الليل وثمارهم متعلقة في نخيل محدقة؛ فجاءهم دوي وظلمة وهوى وهول مفظع وأمر مطلع؛ فعناهم في ذلك بحيح وصياح وعجيج واستهلت السماء فأدفقت عليهم من الماء؛ فبينما هم كذلك وأمرهم على ذلك وهم في شدة من الفرق؛ وخوف من الغرق؛ ومنهم من أيقن بالمنية والحتف والقضية , إذ جاءتهم السيول فأحدقت وعليهم من المسائل أودقت , وهم في منازلهم خائفون مما نزل بهم , فقلعت السيول المنازل والأموال , وغرقت النساء والرجال , فغرق الرجل وعياله وتخرب منزله وماله؛ فأصبحوا في ليلة واحدة أصواتهم خامدة ومنازلهم هامدة؛ فهدمت السيول مساكنهم وأخرجتهم من أوطانهم وحملت إلى البحور أبدانهم؛ وقلعت الأشجار وأغارت الأنهار , فأصبح السالم الموسر منهم فقيرا يطلب الأكل والشيء اليسير وأعظمهم جائحة وأشدهم فادحة أهل بدبد وقيقا وتفرق من بقي منهم في البلدان وتركوا الأوطان وخربت المواضع والعمران , حتى إنه ليمر بها الإنسان فتأخذه لمنظرها رهبة.
وذكر هذا السيل في بعض الكتب وقال: نزل أمر عظيم بقيقا وسمائل وبدبد ودما وصحار , وكان في ذلك اليوم مرابط المسلمين في دما من الباطنة , وصارت الباطنة في منزلة المال المجهول ربه لا يعرف ولا يكاتب فيها وأما صحار فخربها وادي صلان وتراهم يكتبون منها فيما قرب من الحصن يتنزهون عما بعد منه.
Shafi 136