Tuhfat Acyan
تحفة الأعيان لنور الدين السالمي
Nau'ikan
وكان في حياته قد استعمل على صدقة الماشية عبدالله بن سليمان وهو رجل من بني ضبة من أهل منح؛ وكان يسكن عز فقيل أنه دخل أرض مهرة مصدقا ووصل إلى رجل منهم يقال له وسيم بن جعفر وقد وجبت عليه فريضتان , فامتنع إلا أن يعطى فريضة واحدة فقال إن شئت أن تأخذ فريضة واحدة وإلا فانظر إلى قبور أصحابكم , ولعله يريد قبور من قتل هناك من الشراة أيام عبدالملك؛ فقد وقع بين الإمام وبعض مهرة حرب فأرسل إليهم السرايا حتى أذعنوا فسكت عنه عبدالله ورجع , وكان عنده جمال فلما وصل إلى عز تأخر عبدالله في عز وأرسل الجمال إلى الإمام فقدم عليه وهو في مجلسه؛ فلما ارتفع عن مجلسه دعا بالجمال فسأله عن عبدالله وكيف كان في سفره فأخبره بما كان من وسيم؛ فقال الإمام للجمال لا تخبر أحدا بما أخبرتني واكتم ذلك وأكد عليه في ذلك فلما وصل عبدالله بن سليمان سأله الإمام عن خبر وسيم فأخبره بمثل ما أخبره الجمال فكتب الإمام من وقته إلى والي أدم ووالي سناو ووالي جعلان أن إذا ظفرتم بوسيم بن جعفر المهري فاستوثقوا منه وأعلموني فكتب إليه والي أدم أني قد استوثقت منه وأنه قد حصل فأنفذ إليه الإمام يحيي اليحمدي المعروف بأبي المقارش مع جماعة من أصحاب الخيل ثم أنفذ كتيبة أخرى فلقوهم بالمنائف , ثم أنفذ كتيبة أخرى فلقوهم في قرية عز ثم أنفذ كتيبة أخرى فقلوهم في قرية منح؛ فلم تزل الكتائب تتراسل والرماح تحتمله حتى وصلوا به إلى نزوى فأمر الإمام بحبسه فمكث سنة لا يقدر أحد أن يذكر فيه ولا يسأل عن أمره حتى وصل جماعة من المهرة فاستعانوا على المهنا بوجوه اليحمد فأجابهم إلى إطلاقه؛ وشرط عليهم ثلاث خصال: إما أن يرتحلوا من عمان وإما أن يأذنوا بالحرب وإما أن يحضروا الماشية كل حول إلى عسكر نزوى وتشهد على حضورها العدول أنه لم يتخلف منها شيء ونعدل الشهود المعدلون بأدم فقالوا: أما الارتحال فلا يمكننا وأما الحرب فلسنا نحارب الإمام وإما الإبل فنحن نحضرها؛ فعند ذلك عدل الإمام الشهود فكانوا يحضرون إبلهم في كل سنة تدور.
وفي زمانه طعن رجل رجلا فأمر به الإمام فجلد تسعين سوطا وقال تسفك دماء المسلمين على بابي؛ وذلك على قول من لم يحد للتعذير حدا وأن زاد عن قدر الحد؛ ونحوه ما ذكره أبو المؤثر أن الإمام الصلت ضرب عبدالله بن نضر خمسين سوطا قال ولا نعلم أن أحدا من المسلمين عاب عليه.
وكان أبو مروان عاملا للمهنا على صحار , وكان يشدد على المخالفين أن يظهروا بدعتهم كالقنوت وتقديم تكبيرة الإحرام على التوجيه ورفع الأيدي في الصلاة لأن هذا كله مما خالفوا المسلمين فيه بتأويل الخطأ ( قلت ) إلا تقديم تكبيرة الإحرام على التوجيه؛ فإن فيه قولا بجوازه في المذهب , لكن لم يعلموا به , وإنما عمل به المخالفون , فصار ذلك من جملة شعارهم , فلهذا شدد عليهم في إظهاره والله أعلم.
وفي زمانه رحمه الله تحرك بنو الجلندي , ورأسهم يومئذ المغيرة بن روشن الجلندي وشايعهم ناس من أهل الفتنة , فدخلوا توام وكان أبو الوضاح واليا للإمام عليها فقتلوه رحمه الله؛ وأرسل الإمام إليهم جمعا ولى عليهم الصقر ابن عزان.
وكان أبو مروان رحمه الله واليا للإمام على صحار , فسار أبو مروان بمن عنده من الناس وسار معهم المطار الهندي ومن معه من الهند؛ وبلغ الجيش فيما قيل اثنا عشر ألفا , فقتل من قتل من البغاة؛ وهزم الله جمعهم , وهرب منهم من هرب. وفرق الله شملهم , وعمد المطار الهندي ومن معه من سفهاء الجيش إلى دور بني الجلندي فأحرقها بالنيران , وفي الدور الدواب مربوطة من البقر وغيرها. وكان رجل من السرية يلقي نفسه في الفلج حتى يبتل بدنه وثيابه ثم يمضي في النار حتى يقطع عن الدواب حبالها وتنجو بنفسها من النار , فقيل إنهم أحرقوا خمسين غرفة أو سبعين.
Shafi 128