(مسألة: ولها) أي الإمامة (منصب من الناس مخصوص وهم علي عليه السلام وأولاده من فاطمة) رضي الله عنها (لخبري استخلاف الثقلين) بلفظ (إني تارك فيكم ومخلف فيكم) وفي لفظ: خليفتين، من حديث زيد بن ثابت، وفي لفظ: فلا تقدموهما فتهلكوا ولا تقصروا عنهما فتهلكوا. من حديث زيد بن أرقم وله ألفاظ متقاربة من حديث علي عليه السلام وابن عباس وأبي ذر وسلمة بن الأكوع وابن الزبير وأبي سعيد وأبي رافع وأم هانيء وأم سلمة وجابر وحذيفة والزيدين وضمرة الأسلمي وخزيمة بن ثابت وسهل بن سعد وعدي بن حاتم وعقبة بن عامر وأبي أيوب وأبي شريح الخزاعي وأبي قدامة الأنصاري وأبي ليلى وأبي الهيثم بن التيهان كل ذلك مفرقا عند أئمة الحديث في دواوينهم وبعضها في صحيح مسلم ولا ينافيه ورود الحديث في بعض الروايات بلفظ كتاب الله وسنتي لوجهين أحدهما أن صاحب ذخاير العقبى ذكر أنه تكرر من النبي صلى الله عليه وآله وسلم في مواقف متعددة بعضها وقع بلفظ العترة وبعضها بلفظ السنة وثانيهما أنه قد صح وقوعه بلفظ العترة فهو سنة فيشمله لفظ وسنتي فيكون التمسك بالعترة ثابتا بالخصوص وبالعموم لتواتر ذلك عند الموالف والمخالف (والسفينة) بلفظ (أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك، وفي رواية زخ في النار) في جمهور دواوين كتب الحديث من حديث علي عليه السلام وابن عباس وأبي ذر وسلمة بن الأكوع وابن الزبير وأبي سعيد وغيرهم: وفي المستدرك للحاكم، وقال صحيح الإسناد بلفظ: (فإذا خالفتهم قبيلة من العرب اختلفوا فصاروا حزب الشيطان) (وغيرهما) من الأخبار الواردة في فضايلهم ووجوب محبتهم وموالاتهم مما لا يحصى عند جميع الأمة وما قيل أن رواتها من الشيعة فالجواب من وجهين أنه ليس كل من تشيع مجروح العدالة غير مقبول الرواية. والثانية: أن الأخبار بلغت حد التواتر المعنوي في غير كتب الشيعة وما بلغ حد التواتر لا يجب تعديل رواته بل لو كانوا كفارا ذكر ذلك السيد محمد بن إبراهيم الوزير، والسيد محمد بن عز الدين المفتي وهو الصحيح (وإجماعهم) على حصر الإمامة فيهم وإجماعهم حجة لهذه الأخبار وغيرها كما هو مبسوط في مواضعه فثبوتها فيهم قطعي لاقترانهم بالكتاب وقد ثبت أن أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم هم أهل خبر الكساء المتواتر نقله إلا أن المرأة خرجت عن الخلافة بالحديث الصحيح لن يفلح قوم وليت أمرهم امرأة. واعلم أن الكل من الأحاديث المساقة وغيرها مما يفيد معناها ظاهر في إيجاب اتباعهما الذي هو معنى الإئتمام بهما، لأن فيها النهي عن تقدمهما والأخبار بهلاك المتخلف عنهما وكفى بذلك دليلا على حصرها في أهل البيت أن روعي ثمرة تلك الأخبار وتلقيت بقلوب ديدنها الإنصاف ومراقبة الحي القيوم عند تلاطم أمواج الاختلاف وكم آيات قرآنية وأخبار نبوية وقياسات عقلية دالة على وجوب الإئتمام بالعترة الزكية لا ينكر ذلك إلا مكابر مال عن الطريق المرضية أقعدته أسقام النفاق ولهج قلبه بنتيجة الشقاق حتى تردى في بحار الهلكات ومطل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في أجره عن تبليغه الآيات البينات ولا غرو، فإنهم أهل بيت محسودون، أما سمعت ما حكى الله عن غلف القلوب بقوله: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو أئتنا بعذاب أليم. فلما قهرهم الإسلام أظهروا الإستسلام حتى رفعت لهم الرايات بصفين والجمل أبدوا هنالك ما دفنه الفتح من التفصيل والجمل وعدلوا عن معاني الآيات القرآنية واختلقوا أخبارا على لسان سيد البرية ليغتر بها سفهاء الأحلام وضعفاء الإسلام من أهل البصرة وأعوام الشام حتى شاب في فتنتهم الصغير، وهرم فيها الكبير، وذل الصعب وعظم الخطب، والناس مع الدنيا إلا من عصم الله، وقليل ما هم وما قيل بجوازها في ساير بطون قريش لأحاديث الأئمة من قريش.
Shafi 41