من الرحمة عهادا وزاد أمد ذكره امتدادا. فباشرتها مستجلبا صالح الأدعية للسلف والخلف، جاهدا فى تنقيل الأجور وتخفيف الكلف فجرت أحوالها بسعادة مولانا السلطان على النظام المسنقيم وعمت بيسارها كل ظاعن ومقيم .
وولى الوظائف أهلوها من العلماء والفقهاء والمدرسين والمفسرين، وأجريت أرزاق أربابها أجمعين وأصبحوا للصدقات السلطانية شاكرين ويبقائها على الدوام داعين . وأما غير ذلك مما كنا ذاكريه من أمر الجاشنكير، فإنه بعد أخذ الخز اثن منه وانفصالنا بها عنه أرسل بكتوت الجوكندار المعروف بالفتاح وقجماز السلاحدار بما كان قد استصحبه من الاسطبلات السلطانية من الخيول ال والبغال. فكانت هذه الإعادة بغير الإرادة لا كالإعادة الى أعقبها السعادة، فإن مولانا السلطان أعاد الخيل لما طليها غير مستحقها أناة وحلما واستعادها من غصبها عدوانا وظلما ، وأرسل اكثر ماليكه ففرقوا على الأمراء ولما ل وصل إلى أطفيح فوز منها إلى السويس نائبا على أنه يتوجه إلى صهيون من حيث لاتنظره العيون، فيقيم بها هو وبحماعته ويستدعى ) إليه عياله وحاشيته. ففكر له مولانا السلطان فى العواقب وجال فيها بفكره الثاقب، ورأى أن المذكور سريع الانقلاب والنكوص على الأعقاب وقد ذاق طعم السلطنة وذاق مماليكه طعم الإمرة فهى باقية فى قلوبهم كامنة فى نفوسهم لا يسلونها أبدا ولا يجدون دونها جلدا، وربما إذا خلوا حدثتهم بها أفكارهم وأسرت النجوى أسرارهم، فلا يلبثون أن يتعرضوا إلى إثارة فينة محصل التعب فى إخمادها وإعادة إحنة تستسل السيوف من أغمادها فقد قال الشاعر :
و اعلم بى فانه
بالعلم ينفع العليم
ان الأمور دقيقها
مما بهيج له العظيم
ال والتبل مثل الدين تق
اه وقد يلوى الغرمم
فأداه الرى الصائب والسعد الوائب إلى اعتماد الحزم وتجريد العزم وأخذ بقول الحكيم فى وصاته التى نظمت شعرا وأو دعت من الحكمة شطرا : لا تترك الحزم فى آمر تحادره فإن سلمت فما بالحزم من باس العجز ذل وما بالحزم من ضرر وأحزم الحزم سوء الظن بالناس
Shafi 211