173

قولا جزما وأمرا بتقدير الله تعالى حتما ، فسار إليهما وكان حزما ، وأقبل إليه الناس من كل مكان وجاءه الأمير سيف الدين اسندمر الكرجى نائب السلطنة بطر ابلس بأعيان وأعوان ودخل دمشق فى يوم الثلثاء السابع عشر من شعبان المكرم، وتكائرت الوفود وتبادرت الجنود ، فشرع فى إنفاق الأموال وبذل النوال . وأما تائب دمشق فإنه قبل دخول السلطان إلها، فر منها هاربا ولاذ بجبال الشقيف هائبا: شعر

وما الفرار إلى الأجبال من أسد

يمسى النعام به فى معرض الوعل

إن كنت ترضى بأن تعطى الجزا بدلا

منها رضاك ومن للمور بالحول

فأرسل إليه السلطان ليدهر الزرد كاش وجوبان بالأمان /والإيمان، فحضر واثقا مما شمله من الإحسان . وأما الجاشنكير فإنه لم يزل هو وبطانته على تصيهم وتجهيزهم واظهار العزم والاجتهاد وأنه لابد من الاستعداد، وأنا أعرض له بأن فى السلم السلامة وفيما سواه ندامة وأتمثل فى نفسى بقول أبي أسامة: شعر

فيابن أسيد لا تسام ابن حاتم

فتقرع إن ساميته كف نادم

هو البحر إن كلقت نفسك خوضه

تهالكت فى آذيه المتلاطم

ويأتى إلى التشديد والاهتمام بالتجريد ، فكان أول من جرده فى مقدهته سيف الدين برلغى وجماعة من الأمراء ليحفظوا الطرقات وبمنعوا من يتسلل ن العسكر فى هله الأوقات ، فأرسل أقوش الرومى الحسامى إلى جهة العياسة، وبابان الطغريلى إلى جهة المحرس والخصوص ، والصارم الجرمكى إلى جهة أخرى . فلما كان فى ليلة الجمعة ثانى عشر شهر رمضان ، اجتمع من م اليك السلطان جماعة يسكنون تحت القلعة وخرجوا برجل واحدة على الخيل والمجن، فاتصل بالجاشنكير خروجهم، فجرد جماعة من الأمراء لردهم مراكع موسى وقد صدروا عن الماء، فاتقعوا معهم، فاستظهر عليهم الماليك السلطانية وجرحوا منهم جماعة جراحا مثخنة . وكان ممن أتخن بالجراح وصوفح بحد الصفاح الصارم الجرمكى الحاجب وسموك أخو النائب .

Shafi 198