ودخلت سنة تسعين وستمائة :
فيها عزم السلطان على منازلة عكا إتماما لما شرعه والده الشهيد من قصدها فرسم بخروج عسا كر مصر جميعا وتقدم إلى النواب بالشام بسوق عساكرها سريعا وأن تحمل إليها آلات الحصار ويستكثر منها ما أمكن الاستكثار، فبادر النواب بالمدائن والحصون إلى امتثال الأوامر، وجاءت العساكر على كل ضخم وضامر وتواترت الحشود وتبادرت الجنود، فتزل عليها السلطان وقد طبقت الأرض عساكره وامتلأت الرجال بكل بطل يظافره على النزال ويناظره. وكان فيمن حضر صاحب حماة ونائب دمشق وهو يوميذ الأمير حسام الدين لاجين المنصورى وأمراء الشام وتائب صفد ونواب القتوحات وغيرهم من الأمراء والمقدسين (والعساكر أجمعين الاو استدعى السلطان من الكرك الآلات الى يحتاج إليها والمحانيق الى تنصب عليها والحجارين والنجارين، فسألته أن أسير بهم إلى المخيم المنصور وأحضر بذلك الموقفت المبرور. فسرت إلى بابه وتشرفت بلم ترابه وجددت عهدا مشاهدته وقررت عينا برؤيته فى دست سلطنته . وكان أهل عكا لما أحاط بهم عساكر المسلمين شاهدوا عسكرأ جما وأمما عربا وعجما، وأرسلوا إلى كبار ملوكهم يلتمسون الإنجادبا لأنجاد ويسألون الإمدادبا لأمداد، واجتمعت فيها جوع كبيرة من الاسبتار والديوية وسائر القرنجية وحصنوا أبرجهم وأخذوا أهبهم وعدوا عدتهم وأعجبهم كثرتهم، فا أغلقوا شيئا من الأبواب لما تدا خلهم بأنفسهم من الإعجاب. فنصبت المحانيق قبالة أسوارها وجدوا المسلمون فى حصارها، وأهلها يناوشون القتال من الأبواب بالخيل والرجال، ويهاجمون الخيام ويدهمون القيام تارة والنيام. واستشهد عليها من أمراء الإسلام علاعالدين
Shafi 126