301

فإن المصطفى أعفى قريشا .... وأطلقهم وقد كرهوا مقامه

هم عن داره أقصوه ظلما .... وراموا يوم فارقهم حمامه

فلم يهلك قرابته ولكن .... أراهم من طلاقته ابتسامه

وأخت النضر وافته بشعر .... فرق لها وأنطقها كلامه

وفي الشيما حديث مستفيض .... عفا والموت أقرب من ثمامه

فإن السيد المهدي منكم .... بمنزلة تحق له الفخامه

ألم يك جدك المهدي خالا .... له وكفى بذلك في الرحامه

سألتك أن تبرد منه ساقا .... نحيفا قيده أوهى عظامه

وأوسعه نوالا وابتذالا .... ورو بجودك الهامي أوامه

فإني والحديث له شجون .... وليس تليق في الدين الحشامه

نصيحة وامق خدن شفيق .... محب ليس يحتاج القسامه

أخاف إذا استمر القيد فيه .... تجيء مقيدا يوم القيامه

فيسألك الإله بأي ذنب .... تقيده وتحبسه ظلامه

فإن من الظلمة منعه من .... تمكنه الصلاة المستدامه

ففك القيد عنه كي يصلي .... بأركان يدير لهن قامه

وأغلق دونه بابا حفيظا .... وكله إلى الحفاظة والرسامه

وهاك قصيدة غراء تحكي .... إذا جئت الغضا ولك السلامه

وقد كتب إلي الولد العلامة الأديب محمد بن أحمد الكبسي قصيدة على هذا الوزن، صدرها:

دعا ذكر النداما والمدامه .... وإذكاء الغرام بريم رامه

وحيوا حجة الإسلام حقا .... ونبراس الفضائل والعلامه

وبدر الآل من أحيا هداهم .... وفذا في بني الحسنين شامه

والقصيدة بتمامها في ديوان الحكمة ص 109.

ثم أطلق من الحبس سنة إحدى وثمانمائة، توفي بالطاعون الكبير في صفر سنة أربعين وثمانمائة عقيب موت علي بن صلاح بدون شهر، مشهده بظفير حجة عمره خمس وستون سنة.

ومن كراماته عليه السلام: أنه وضع يده الشريفة على صبي قد بلغ الحلم وهو أخرس لا يتكلم، ثم تلا عليه، ثم قال له: قل لا إله إلا الله، فنطق بها الصبي مفصحا حتى سمعه أهل الجمع.

ومن مؤلفاته: كتاب البحر الزخار، انتزعه من الانتصار للإمام، والبحر الزخار يشتمل هو ومقدماته على جل علوم الاجتهاد.

Shafi 308