197

إلى أن قال: وفي ذلك ما يقول الرحمن الرحيم - فيما أنزل على نبيه من الفرقان العظيم من قول موسى عليه السلام -: {قال ياهارون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا(92)ألا تتبعن أفعصيت أمري(93)} [طه:92- 93]، إلى أن قال: ومثل هذا كثير فيما نزل ذو الجلال والإكرام.

ومن ذلك قوله سبحانه: {فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك} [آل عمران:159]، وقوله: {فبما نقضهم ميثاقهم} [النساء:155]،..إلى آخر كلامه.

وقال - مبينا لما خاطب الله به الخلق - وسألت عن قول الله سبحانه: {والسماوات مطويات بيمينه} [الزمر:67]، وهذا رحمك الله فمثل ضربه الله لهم مما تعرفه العرب وتمثل به، وذلك أن العرب تقول لمالك الشيء: هو في يده وهو في يمينه، تريد بذلك تأكيد الملك له ؛ لأن كل ما كان في يد المالك فهو أقدر ما يكون عليه.

حتى قال: فأما قوله: {مطويات بيمينه} فإخبار منه لهم بأن السماوات مطويات في ملكه، متصرفات في أمره، مجموعات في حكمه، كما يجمع الشيء المطوي جامعه، ويحوزه ويضم عليه طاويه، فمثل لهم أمر نفاذ حكمه في السماوات، وقدرته عليهم بما يعرفون من مقدرتهم على ما يطوونه وينشرونه..إلى تمام كلامه.

وقال عليه السلام في جواب مسألة النبوة والإمامة في الأنبياء: ثم أبان معهم العلم والدليل، الذي يدل على أنهم رسل مبعوثون برسالته إلى خلقه.

وأشار إلى معجزات الرسول، حتى قال في ذكر الأوصياء: والعلم والدليل فهو فضلهم على أهل دهرهم، وبيانهم على جميع أهل ملتهم.

Shafi 204