وفي الآية دليل على وجوب الدعوة إلى الله تعالى؛ لأن الدعوة إلى الله أحسن الأعمال، وكل ما كان أحسن الأعمال، فهو واجب» (١).
وقال الشيخ أبو بكر الجزائري: «لما ذكر تعالى بشرى أهل الإيمان وصالح الأعمال ذكر هنا بشرى ثانية لهم أيضًا فقال: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ هذه ثلاثة شروط الأول دعوته إلى الله تعالى بأن يعبد فيطاع ولا يعص ويذكر ولا ينسى، ويشكر ولا يكفر والثاني وعمل صالحًا فأدى الفرائض واجتنب المحارم، والثالث وفاخر بالإسلام معتزًا به وقال إنني من المسلمين، فلا أحد أحسن قولًا من هذا الذي ذكرت شروط كماله، ويدخل في هذا أولًا الرسل، وثانيًا العلماء، وثالثًا المجاهدون ورابعًا المؤذنون وخامسًا الدعاة الهداة المهديون» (٢).
والداعية له الأجر الكثير؛ فعن أبي هريرة ﵁ أن رسول الله ﷺ قال: «من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئًا» (٣).
وعن أبي مسعود الأنصاري ﵁ قال جاء رجل إلى النبي ﷺ فقال: «إني أبدع بي فاحملني فقال «ما عندي». فقال رجل يا رسول الله أنا أدله على من يحمله فقال رسول الله ﷺ: «من دلَّ على خيرٍ فله مثل أجر فاعله»» (٤).
وقال النووي ﵀: «فيه فضيلة الدلالة على الخير والتنبيه عليه والمساعدة