114

Trust of a Muslim in Allah in Light of the Quran and Sunnah

ثقة المسلم بالله تعالى في ضوء الكتاب والسنة

Mai Buga Littafi

دار كنوز إشبيليا للنشر والتوزيع

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٣٤ هـ - ٢٠١٣ م

Inda aka buga

الرياض - المملكة العربية السعودية

Nau'ikan

فانفلق اثني عشر طريقًا، وصارت كل قطعة من الماء المجوز عن الانسياب الواقف عن التحرك كالجبل الشامخ الكبير، وكانت الطرق الجافة بالهواء والشمس بعدد أسباط بني إسرائيل، لكل سبط منهم طريق، وأنجينا موسى وبني إسرائيل ومن اتبعهم على دينهم، فلم يهلك منهم أحد، وأغرق فرعون وجنوده، ولم يبق منهم أحد. «إن في هذه القصة وما فيها من العجائب لعبرة وعظمة وآية دالة على قدرة الله تعالى وعلى صدق موسى ﵇، وعلى إنجاء عباد الله المؤمنين وإهلاك الكافرين. أي ولم يؤمن أكثر من بقي في مصر من القبط، وكذلك لم يؤمن أكثر بني إسرائيل، فإن هذه المعجزة تحمل على الإيمان، ومع ذلك كذَّب بنو إسرائيل، واتخذوا العجل إلهًا، وقالوا: لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة. وفي هذا تسلية للرسول ﷺ عما أغمه وأحزنه من تكذيب قومه، مع قيام الأدلة والمعجزات على الإيمان بالله والرسل. وإن الله تعالى لهو المنتقم من أعدائه، الرحيم بأوليائه المؤمنين. وهذا بشارة بالنصر للنبي ﷺ في المستقبل القريب» (١). ٢ - ثقة النبي ﷺ بربه في غزوة بدر: وذلك حيث كان عدد المشركين أكثر من عدد المؤمنين، ولكن النبي ﷺ كان واثقًا في نصر الله له. «أما رسول الله ﷺ فكان منذ رجوعه بعد تعديل الصفوف يناشد ربه ما وعده من النصر، ويقول: «اللَّهم أنجز لي ما وعدتني، اللَّهم إني أنشدك عهدك ووعدك»، حتى إذا حَمِىَ الوَطيس، واستدارت رحى الحرب بشدة واحتدم القتال، وبلغت المعركة قمتها، قال: «اللَّهم إن تهلك هذه العصابة اليوم لا تعبد، اللهم إن شئت لم تعبد بعد اليوم أبدًا». وبالغ في الابتهال حتى سقط رداؤه عن منكبيه، فرده عليه الصديق، وقال: حسبك يا رسول الله، ألححت على ربك.

(١) التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج، \. وهبة بن مصطفى الزحيلي، ١٩/ ١٦١.

1 / 120