22

Trends of Tafsir in the 14th Century

اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر

Mai Buga Littafi

طبع بإذن رئاسة إدارات البحوث العلمية والافتاء والدعوة والارشاد في المملكة العربية السعودية برقم ٩٥١/ ٥ وتاريخ ٥/٨/١٤٠٦

Lambar Fassara

الأولى ١٤٠٧هـ

Shekarar Bugawa

١٩٨٦م

Nau'ikan

ونضرب لذلك مثلا ما رواه البخاري عن ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- أنه قال: كان عمر يدخلني مع أشياخ بدر فكأن بعضهم وجد في نفسه فقال: لم تدخل هذا معنا ولنا أبناء مثله؟! فقال عمر: إنه من حيث علمتم، فدعاه ذات يوم فأدخله معهم فما رئيت أنه دعاني يومئذ إلا ليريهم قال: ما تقولون في قول الله تعالى: ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ﴾؟ فقال بعضهم: أمرنا نحمد الله ونستغفره، إذا نصرنا وفتح علينا وسكت بعضهم فلم يقل شيئا. فقال لي: أكذاك تقول يابن عباس؟ فقلت: لا. قال: فما تقول؟ قلت: هو أجل رسول الله ﷺ، أعلمه له قال: " ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ﴾ وذلك علامة أجلك ﴿فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا﴾ ". فقال عمر: ما أعلم منها إلا ما تقول١. هذا مثل واحد من أمثلة كثيرة على تفاوتهم ﵃ أجمعين- في إدراك معاني القرآن الكريم وإشاراته. ومع هذا فقد كان كثير منهم ﵃ يمتنع -متحرجا- عن تفسير القرآن الكريم خشية من أن لا يوافق الحق قوله، فهذا أبو بكر الصديق ﵁ وأرضاه- وهو مثال الورع والإيمان يقول: "أي سماء تظلني وأي أرض تقلني إذا قلت في القرآن برأيي أو بما لا أعلم" وروي عن كثير من الصحابة نحو ذلك في التحرج من القول في التفسير من غير علم ولم يكن هذا التخوف ليمنعهم عن القول فيما لهم به علم. ولم يكن ذلك الجيل الفريد من المسلمين يتناول الإسرائيليات في تفسيره، فقد كان ﵊ حريصا على أن لا يستقوا من غير نبع الإسلام الصافي؛ ولذا فقد غضب ﵊ حين رأى في يد عمر ﵁ قطعة من التوراة. وبطبيعة حالهم الذي أوتوه من المعرفة بدقائق اللغة، فقد كانوا لا يحتاجون

١ رواه البخاري باب التفسير ج٦ ص٢٢١.

1 / 28