131

Trends of Tafsir in the 14th Century

اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر

Mai Buga Littafi

طبع بإذن رئاسة إدارات البحوث العلمية والافتاء والدعوة والارشاد في المملكة العربية السعودية برقم ٩٥١/ ٥ وتاريخ ٥/٨/١٤٠٦

Lambar Fassara

الأولى ١٤٠٧هـ

Shekarar Bugawa

١٩٨٦م

Nau'ikan

وإنذار الرسل، وهو دليل على عدم ردهم إلى الدنيا مرة أخرى، وأشار إلى ذلك بقوله: ﴿أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ﴾ ١ جوابا لقولهم: ﴿أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ﴾، وقوله: ﴿ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا﴾ ٢، بعد قوله تعالى عنهم: ﴿فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ﴾ ٣، وقوله: ﴿وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ﴾ ٤ ... الآية، بعد قوله: ﴿وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ﴾، وقوله هنا: ﴿قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ﴾ ... الآية، بعد قوله: ﴿فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ﴾ ... الآية، فكل ذلك يدل على عدم الرد إلى الدنيا وعلى وجوب العذاب، وأنه لا محيص لهم عنه٥. الميزان: قرر رحمه الله تعالى أن ظاهر القرآن الكريم يدل على تعدد الموازين لكل شخص فقال: "وقوله في هذه الآية الكريمة": ﴿وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ﴾ ٦، جمع ميزان وظاهر القرآن تعدد الموازين لكل شخص لقوله: ﴿فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ﴾ ٧، وقوله: ﴿وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ﴾ ٧، فظاهر القرآن يدل على أن للعامل الواحد موازين يوزن بكل واحد منها صنف من أعماله، كما قال الشاعر: ملك تقوم الحادثات لعدله ... فلكل حادثة لها ميزان والقاعدة المقررة في الأصول أن ظاهر القرآن لا يجوز العدول عنه إلا

١ سورة إبراهيم: من الآية ٤٤. ٢ سورة غافر: من الآية ١٢. ٣ سورة غافر: من الآية ١١. ٤ سورة الشورى: من الآية ٤٥. ٥ أضواء البيان: محمد الأمين الشنقيطي ج٢ ص٢٧٠-٢٧١. ٦ سورة الأنبياء: من الآية ٤٧. ٧ سورة الأعراف: من الآيتين ٨ و٩.

1 / 138