محمد بن عبد الوهاب، وما أن وصل إلى البلاد حتى اتصل ببعض علمائها وقرأ بعض كتب الدعوة من مؤلفات شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم وبعض رسائل الشيخ محمد بن عبد الوهاب ﵏ جميعا، وكان هذا كافيا لتنقية عقله وفكره مما شابه من تدنيس الخصوم وجلاء الحقيقة أمام ناظريه، وانقلب ثم عزمه على العودة إلى رغبة في البقاء.
تدريسه في المسجد النبوي:
كان ﵀ يقول: "ليس من عمل أعظم من تفسير كتاب الله في مسجد رسول الله ﷺ"، وتم له ذلك بأمر من جلالة الملك عبد العزيز رحمه الله١، وبعد أن كان مقتصرا على المذهب المالكي ولما عزم على البقاء وبدأ التدريس في المسجد النبوي وخالط العامة والخاصة وجد من يمثل المذاهب الأربعة ومن يناقش فيها، وقد ظهر ذلك في منهجه في تفسيره: أضواء البيان حينما يعرض لآيات الأحكام فيستوفي أقوال العلماء، ويرجح ما يظهر له بمقتضى الدليل.
تدريسه في الرياض:
سنة ١٣٧١ افتتح في الرياض معهد علمي أعقبه افتتاح كليتي الشريعة واللغة العربية، وقد اختير ﵀ لتدريس التفسير والأصول إلى سنة ١٣٨١ حين افتتحت الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
عودته إلى المدينة المنورة:
عاد -رحمه الله تعالى- إلى المدينة المنورة للتدريس في الجامعة الإسلامية، وفي سنة ١٣٨٦هـ افتتح في الرياض المعهد العالي للقضاء، فكان ﵀ أستاذا زائرا للتفسير والأصول.