112

Trends of Tafsir in the 14th Century

اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر

Mai Buga Littafi

طبع بإذن رئاسة إدارات البحوث العلمية والافتاء والدعوة والارشاد في المملكة العربية السعودية برقم ٩٥١/ ٥ وتاريخ ٥/٨/١٤٠٦

Lambar Fassara

الأولى ١٤٠٧هـ

Shekarar Bugawa

١٩٨٦م

Nau'ikan

إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا﴾ ١، فقال: "إن عقيدة القضاء والقدر من الدين وإنها لا تنافي اختيار الإنسان وتمكنه من سلوك سبيل السعادة، ففي قوله: ﴿فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا﴾ إثبات أن للعبد مشيئة واختيارا وذلك يقتضي الاجتهاد والسعي وإثبات الأسباب والمسببات وذلك شرع الله. وفي قوله: ﴿وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ﴾ إثبات قدر الله وعموم مشيئته وأنه لا يقع في ملكه شيء قهرا عنه، بل ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، وذلك يقتضي الالتجاء إلى الله مع العمل والاستعانة به والتوكل عليه وعدم غرور النفس بقوتها ولا بعلمها، فإن ذلك من ظلمها وجهلها، جعلنا الله وإياكم ممن يتخذ إلى ربه سبيلا وممن يدخلهم سبحانه في رحمته آمين"٢. أما الأستاذ محمد رشدي حمادي فقال في تفسير قوله تعالى: ﴿سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلا آبَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ﴾ ٣، قال: " ... ومثل هذه الآية قوله تعالى من هذه السورة: ﴿لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْوا﴾ [٦: ١٠٦]، وقوله منها أيضا: ﴿وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى﴾ [٣٦]، وأيضا: ﴿مَنْ يَشَأِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ [٣٩]، وقوله: ﴿وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً﴾ [٥: ٥١]، وقوله: ﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ﴾ [١١: ١١٨]، وقوله: ﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ﴾ [١٠: ٩٩]، فالآيات في هذا المعنى كلها بيان لسنة الله في خلق الإنسان، وهي حجة على المجبرة والقدرية جميعا لا لهما. وقد تبارى المعتزلة والأشعرية في تطبيق هذه الآيات على مذاهبهما"، ثم قال: " ... وقد احتج السلف بالآية على منكري القدر قبل

١ سورة الإنسان: الآية ٣٠. ٢ الذخيرة الدينية في تفسير أجزاء قرآنية: محمد عبد الله الجزار ص٥٣٩. ٣ سورة الأنعام: الآيتان ١٤٨-١٤٩.

1 / 119