Translation by Sheikh Abdul Rahman Al-Afriki
ترجمة الشيخ عبد الرحمن الأفريقي
Mai Buga Littafi
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
Lambar Fassara
السنة الحادي عشرة-العدد الأول
Shekarar Bugawa
غرة رمضان١٣٩٨هـ
Nau'ikan
شيوخه وتلاميذه:
لقد لازم الشيخ ﵀ علماء أفذاذًا في المسجد النبوي وبدار الحديث، أخص منهم بالذكر شيخه الأول سعيد بن صديق، والشيخ ألفا هاشم، والعلامة المصلح السلفي واللغوي محمد الطيب بن إسحاق الأنصاري، شيخ شيوخ المدينة وعلمائها وأدبائها في أوساط هذا القرن والمتوفى عام ١٣٦٣ هـ. قرأ عليه في المسجد النبوي التفسير والحديث، وعلوم الآلة، وكان الشيخ الأنصاري حفيًا به ومقربًا له، معجبًا من حرصه وإخلاصه وتحرر عقله في المناقشة والاستدلال، وخاصة في الحديث.
ولازم كلًاَ من الشيخ يونس بن نوح الأفريقي، والعلامة الجليل السلفي الورع الزاهد الشيخ صالح الزغيبي الذي كان إمامًا للمسجد النبوي قرابة ربع قرن لم يتخلف طيلة هذه المدة عن الإمامة إلا مرتين أو ثلاث.
وتلقى على كل من الشيخ محمد سلطان المعصومي الأفغاني، والشيخ محمد سلطان المعصومي الأفغاني، وكان نادرة في معرفة الحديث وعلومه، وقرأ على زميله الشيخ محمد بن علي الحركان النحو والصرف، وعلى الشيخ محمد بن علي شويل الحديث وعلومه، وتردد على حلقات الشيخ إبراهيم بري، والشيخ محمد حميدة، والشيخ أحمد البساطي، والشيخ صالح الفيصل التونسي، والعلامة المحدث الشيخ محمد علي اللكنوى.
هذه بعض الدوحات التي استظل تحت ظلها، وجنى من ثمارها، وكرع من سلسبيل أنهارها، أما تلاميذه فكثيرون في الشرق والغرب وهنا وهناك، وفي العديد من القارات، فلقد نفع الله به نفعًا كبيرًا في تدريسه بالمسجد النبوي، وفي مدرسة دار الحديث المدنية، وفي ينبع النخل حينما اختاره جلالة الملك عبد العزيز آل سعود ﵀ ليقوم بها داعية متجولًا في جميع قراها عام ١٣٦٤هـ.
وفي الرياض عندما كان مدرسًا بالمعهد العلمي، وفي مسجد سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ ﵀، وفي كلية الشريعة بالرياض، وفي منزله الذي كان مجمعًا للضيوف الذين لا يأخذ على قراهم أجرًا، وإنما كانوا يقصدونه لأنه يجيد بعض لغاتهم الأفريقية، ويجيد اللغة الفرنسية.
ولأمر ما دعا النبي ﷺ زيدًا أن يتعلم العبرية، وكان يقصده بالذات المثقفون لما يجدون فيه من قبول للمناقشة والبحث، والفهم والوعي، والعلم والحلم، والصبر على الإيرادات التي يوردونها عليه ولا يجدون منه ضجرًا ولا مللًا أو سبابًا أو شتمًا، وإنما كان يأخذهم كما يأخذ المنقذ الغريق الذي إن لم يحتل عليه أهلك منجده.
وهنا ينبغي للداعية أن يعلم أن أسلوب الفظاظة والغلظة والجفاء والشدة لا يسعد على خدمة الدعوة، وإنما يؤدي إلى العكس، لذا قال الله تعالى لنبيه ﷺ: ﴿وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ﴾ (آل عمران:١٥٩)، وقال: ﴿خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ﴾ (الأعراف:١٩٩)
1 / 175