Tonic of Sorrows and Comfort of Bodies: Patience
ترياق الأحزان وراحة الأبدان الصبر
Mai Buga Littafi
دار ابن خزيمة
Nau'ikan
اجتمع عليه الناس، وقعدوا له صفَّين، فلما مرَّ بهم رسول الله ﷺ جعلوا يرمونه بالحجارة، فما يرفع رجليه ولا يضعهما إلا رضخوهما بالحجارة، حتى أدموا رجليه، وكان ﷺ إذا أذلقته الحجارة قعد إلى الأرض، فيأخذون بعضديه فيقيمونه، فإذا مشى رجموه وهم يضحكون، فخلص منهم ورجلاه تسيلان دمًا! !
أخي في الله: أرأيت كيف كان بذله ﷺ لنفسه فدىً لدين ربه تعالى؟ !
فكم تحمَّل ﷺ من المشقة وهو يؤدي رسالة رب العالمين، حتى يكون أسوة لأمته في الصبر .. وصدق العزيمة ..
وما كان تعالى ليعجزه نصرة نبيه ﷺ، ولكنها سنة الله تعالى التي قد خلت في عباده؛ إن العسر يعقبه اليسر والفرج .. فلا يغيبن عنك أخي مثل هذا الدرس! فإنك إن لم تعقله، فما إخالك ستستفيد من تلك الصور الصادقة من حياة السابقين من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وأتباعهم على الهدى والحق.
ولتعلم أخي إن الصبر على البلاء من شيمة الصالحين وأولياء الله المتقين .. وفي هذا يطل علينا ذلك الجيل الفريد الذي رباه النبي ﷺ فكانوا ﵃ على الطريق مضاء .. وعزمًا .. وصدقًا .. وكان صبرهم ﵃ على الدين الحق مضرب الأمثال .. ومحط الآمال .. فهذا النبي ﷺ يمر على تلك الأسرة الطاهرة، التي جمعتها وشيجة الإيمان بعد وشيجة الرحم مرَّ عليهم وهم يعذبون في الله تعالى، على أيدي زبانية مكة من كفار قريش، ولا يزيدهم ذلك إلا ثباتًا .. وتسليمًا .. فما كان ﷺ يومها يملك لهم إلا تلك الكلمات المسلية عن نار البلاء: «صبرًا يا أبا ياسر وآل ياسر فإن موعدكم الجنة».
1 / 15