34

Tisca Tasawwurat Can Zaman

تسعة تصورات عن الزمن: السفر عبر الزمن بين الحقيقة والخيال

Nau'ikan

من المثير أيضا أنه في النسخة التي نشرت في حلقات مسلسلة في مجلة «ذا نيو ريفيو» من رواية ويلز القصيرة «آلة الزمن»، التي صدرت قبيل صدور الكتاب مباشرة، لكنها حذفت من النسخة الشائعة، يخبر المسافر عبر الزمن رفاقه على العشاء في بداية القصة قائلا:

بالنسبة إلى مراقب عالم بكل شيء لن يكون ثمة ماض سحيق - فترة من الزمن سقطت من الوجود - ولا مستقبل مبهم للأشياء لم يتكشف بعد ... فالحاضر والماضي والمستقبل بلا معنى لمثل هذا المراقب ... فسيرى - إن جاز التعبير - «كونا جامدا» يملأ المكان والزمان ... وإذا كان «الماضي» يعني شيئا، فسيعني النظر في اتجاه بعينه، في حين يعني «المستقبل» النظر في الاتجاه المعاكس.

تشرح فكرة الكون كوحدة زمكانية رباعية الأبعاد (

block universe ) ما كتبه أينشتاين في عام 1955، بعد وفاة صديقه ميشيل بيسو وقبل شهر واحد فقط من وفاته هو نفسه، في خطاب منه إلى أبناء بيسو:

وها هو الآن قد سبقني ببرهة قصيرة إلى توديع هذا العالم الغريب. ليس في هذا دلالة على شيء. فالاختلاف بين الماضي والحاضر والمستقبل بالنسبة إلينا، نحن المؤمنين بالفيزياء، ما هو إلا محض وهم، حتى وإن كان وهما عنيدا يصر على الاستمرار.

2 «لا تخبرنا معادلات الفيزياء أي الأحداث يجري الآن؛ فهي أشبه بخريطة لا تحتوي على الرمز الذي يحدد موقعك فيها. واللحظة الراهنة لا وجود لها في هذه المعادلات؛ ومن ثم لا وجود أيضا لتدفق الزمن فيها.»

كريج كاليندر، مجلة «ساينتيفيك أميريكان»، يونيو 2010

سارع كتاب الخيال العلمي إلى التقاط فكرة الكون كوحدة زمكانية رباعية الأبعاد وخطوط العالم. وكان روبرت هاينلاين أحد أولئك الذين عادوا مرارا إلى موضوع إشكاليات السفر عبر الزمن واحتمالاته. ففي قصة بعنوان «خط الحياة» نشرت في مجلة «أستوندينج» في شهر أغسطس من عام 1939، ذكر هاينلاين جهازا يرسل إشارة عبر خط العالم لشخص ما ثم يجعلها ترتد عند نهاية الخط؛ ويكشف التأخير الذي يسبق عودة صدى تلك الإشارة متى سيموت ذلك الشخص. لكن نادرا ما تنطوي تلك القصص على أي علم حقيقي، وفي هذا المثال يهتم هاينلاين بتداعيات ذلك على شركات التأمين على الحياة أكثر من اهتمامه بشرح الجانب العلمي الخاص بآلية عمل ذلك الجهاز. وجاء الاستثناء لغياب التناول العلمي في مثل هذه القصص حين اتجه علماء حقيقيون، مثل جريجوري بينفورد، إلى الخيال العلمي، ونتناول في هذا الإطار رواية من تأليف العالم الفلكي البارز فريد هويل بعنوان «الأول من أكتوبر متأخر للغاية»، والتي تقدم حلا واضحا وعلميا بحق لأكبر ألغاز فكرة الكون الكتلة: إذا كانت كل النقاط عبر أحد خطوط العالم ثابتة وتقع على مستوى واحد في الكون الذي يمثل وحدة زمكانية، فلماذا ندرك «لحظة راهنة» خاصة تتحرك بمحاذاة اتجاه الزمن؟

نشرت رواية «الأول من أكتوبر متأخر للغاية» في عام 1966، وقد قرأتها قبيل التحاقي مباشرة بمعهد علم الفلك النظري

3

Shafi da ba'a sani ba