15

Tisca Tasawwurat Can Zaman

تسعة تصورات عن الزمن: السفر عبر الزمن بين الحقيقة والخيال

Nau'ikan

لا يأخذ معظم علماء الكونيات هذه الفكرة على محمل الجد اليوم. لكن أحدهم، وهو بول ديفيز، طورها ليقدم رؤية مثيرة عن طبيعة الزمن. في عالم اليوم، يشير سهم الزمن دائما إلى اتجاه تزايد الإنتروبيا؛ فلم قد تكون هذه الفكرة مختلفة بأي شكل في فقاعة بولتزمان؟ فيما تتنامى الفقاعة وتتناقص الإنتروبيا بالمقارنة بما عليه الحال في الكون في الخارج، قد يظل كيان ذكي في الفقاعة يختبر سهما زمنيا يشير إلى حالة من الإنتروبيا المرتفعة؛ أي حالة الموت الحراري. وحتى لو كان الكون ينهار «فعلا» بدلا من أن يكون في حالة تمدد؛ أي يتحرك في اتجاه حالة من الحرارة والكثافة عوضا عن التحرك بعيدا عنها، قد لا نزال نرى المستقبل باعتباره الزمن الذي تكون فيه المجرات متباعدة بعضها عن بعض.

هذا أكثر من مجرد كونه جدلا فلسفيا عقيما؛ لأن بعض الأشكال المختلفة لنموذج الانفجار العظيم تشير إلى أن تمدد الكون سيتوقف ذات يوم، ثم يسير بعدها في الاتجاه المعاكس. فهل سيسير الزمن نفسه بالعكس إذا ما حدث هذا أو حين يحدث؟ أم إن ذلك حدث بالفعل؟ ربما نعيش بالفعل في كون آخذ في التقلص والانكماش - حيث يسير الزمن بالعكس - ولم نلحظ ذلك! أو ربما أن الزمن يسير بالعكس فعلا بالمعنى الدارج للكلمة في حين ينهار الكون. ورغم أن فيليب كيه ديك لا يقدم أي تبرير علمي وفقا لهذا النسق، فإنه يقدم في روايته «عالم عكس عقارب الساعة» رؤية غريبة عن عالم يسير فيه الزمن بالعكس، حيث تبعث الجثث من قبورها، والطعام سليم لم يؤكل وأشياء أخرى أسوأ لسنا في حاجة لذكرها هنا فيما يسير الزمن بالعكس.

لكن هل الزمن «يسير» أصلا؟ من المهم، كما أشرت، التفريق بين سهم يشير إلى المستقبل وآخر يتحرك نحو المستقبل. والقياس الصحيح في هذا الإطار هو إبرة البوصلة، التي تشير إلى الشمال في الجزء الذي أعيش فيه من العالم، لكن لا يتحتم عليها أبدا أن تتحرك نحو الشمال (أو أي اتجاه آخر). لو كان لدينا فيلم للكأس التي تسقط عن الطاولة بدلا من مجرد صورتين «قبل وبعد» عملية السقوط، وإذا ما قصت الأطر الفردية للفيلم وخلطت معا، لظل بإمكاننا فرزها وترتيبها بالشكل الصحيح. وليس بالضرورة أن يجري تشغيل الفيلم عبر جهاز عرض لكي يتضح لنا الفارق بين الماضي والمستقبل.

يذهب بعض العلماء (والفلاسفة) إلى أن انطباعنا عن مرور الزمن قد لا يكون أكثر من مجرد وهم. قد يكون الأمر كما لو أن عقولنا تفحص أحداث تاريخنا الشخصي، كما يحدث حين يتم تشغيل الفيلم عبر جهاز عرض ويعرض على شاشة. قد يكون الواقع الأساسي الكامن وراء تلك الأحداث لا يزال موجودا - في كل من الماضي والمستقبل كليهما - كالأطر المنفصلة لشريط الفيلم، رغم أن انتباهنا مجبر على تتبع القصة بالتسلسل، بالانتقال من إطار إلى آخر في الفيلم في المرة الواحدة. وسواء أكانت هذه الأفكار - التي أتناولها بالنقاش في التصور السابع - حقيقية أم لا (وهي مسألة خلافية للغاية)، يظل صحيحا أن ثمة اختلافا بين الماضي والمستقبل، يمكن تمثيله بسهم يشير من الماضي إلى اتجاه المستقبل. ومن ثم لا يزال من المنطقي التحدث عن السفر إلى الماضي أو المستقبل. لكن السؤال هو، كيف نفعل ذلك؟

هوامش

التصور الثالث: أسرع من الضوء تعني العودة بالزمن

«أي شيء ليس محظورا هو شيء إلزامي.»

موراي جيل-مان

شجعت فكرة الزمن، باعتباره البعد الرابع، العديد من العلماء والكثير من كتاب الأدب على التخمين بشأن احتمالية «تدوير» محاور الزمكان بطريقة ما بحيث يصبح أحد أبعاد المكان بعدا للزمن ويصبح الزمن بعدا للمكان. الأمر يشبه بعض الشبه قلب طائرة رأسا على عقب بحيث تصبح «مقدمتها» «ذيلها» ويصبح «ذيلها» «مقدمتها». حينها، كل ما عليك فعله هو السفر عبر بعد الزمن بقدر ما تشاء، قبل أن تعيد الأشياء إلى نصابها الصحيح وتجد نفسك في الماضي أو في المستقبل. لكن ثمة مشكلة كبيرة في استبدال الزمان بالمكان بهذه الطريقة، حتى ولو كنت تملك آلة يمكنها أن تحقق هذا الغرض. فلسوء الحظ، لا تقف أبعاد الزمان والمكان على قدم المساواة في نسيج الزمكان الرباعي الأبعاد.

تكمن المشكلة في الطريقة التي تدخل بها سرعة الضوء إلى الحسابات. تحملني قليلا فيما أقدم لك بضع معادلات بسيطة، أو يمكنك أن تتخطى ذلك وتنتقل إلى الخلاصة إن كنت تخشى المعادلات.

Shafi da ba'a sani ba