يعني (إن) فإنها تفتح بالعامل وتكسر دونه تقول إنك قائم وعجبت من أنك قائم، سمى سيبويه وقدماء النحاة هذا عملا، فهذا في الحروف وإعراب المعربات شبيهان فكأنه إعراب في الحروف.
مجرورُ حرفٍ قد يريك مبتدا ... مؤكَّدا وإن له وجهان
يعني مثل قولك (الزيدان لهما غلامان) (والهندان لهما بنتان) (والزيدون لهم غلمان) (والهندات لهن بنات)، إن أخذت هذا الكلام على أن الثاني للأول ملك أو سبب كانت اللام جارة، وإن أخذته على أن الأول هو الثاني فاللام ابتدائية مؤكدة والاسم بعدها مبتدأ مؤكد بها، والكلام صالح للوجهين، يرجع في تعيين أحدهما إلى ما يقتضيه منصرف القصد من المعنى كقوله تعالى: ﴿إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ (١٧٢) وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ﴾ [الصافات: ١٧٢، ١٧٣] فالمعنى المقصود عين أن الأول هو الثاني:
وأي مبنى به تلاعَبت ... عَوامِلُ إرادة البيان
يعني الضمائر المختلفة الصور بالرفع والنصب والجر نحو أكرمتك وإياك أكرمتك على حد (زيد ضربته) أو (زيدًا ضربته)، في باب الاشتغال، و(بك مررت) في الجر، فاختلاف صور الضمائر بالعوامل مع أنها مبنيات كاختلاف أوجه الإعراب في المعربات.
ما كلمةٌ في لفظها وَاحدة ... وجمعُها قَدْ يتعاقبان
(يعني مثل (تخشين) الله يا هند أو يا هندات)، و(ترمين يا دعد أو يا دعدات)، فهذا الفعل صالح للفظة الواحدة ولجمعها والتقدير
1 / 73