272

وقيل: كان فيها من المعجزات أنه كان يستقي بها فتطول بطول البئر، وتصير شعبتاها دلوا، وتكونان شمعتين بالليل، وإذا ظهر عدو حاربت عنه، وإذا اشتهى ثمرة ركزها فأورقت وأثمرت، وكان يحمل عليها زاده وسقاءه فجعلت تماشيه، ويضرب بها الأرض فيخرج له ما يأكله، ويركزها فينبع الماء، وإذا رفعها نضب، وكانت تقيه الهوام، وتحدثه وتؤنسه (1).

قالوا: إنما أجمل موسى ليسأله عن تلك المآرب فتطول مكالمته، وقالوا:

انقطع كلامه بالهيبة فأجمل.

(غير أولي الإربة من الرجال) (2) أي الحاجة إلى النساء، وهم البله الذين لا يعرفون شيئا من أمر النساء، أو الشيوخ الذين لم يبق لهم من الكبر أرب فيهن، أو الذين بهم عنانة فلا حاجة لهم إليهن.

الأثر

(أرب ما له؟) (3) يروى كفرح، أي سقطت أعضاؤه، ما شأنه؟.

أو منع ما له؟ دعاء عليه بلصوق عار البخل به.

وككتف، أي هو أريب عاقل، ما شأنه؟.

وكعهن، أي حاجة له، و«ما» زائدة للتقليل، أي له حاجة يسيرة، أو حاجة جاءت به، فحذف ثم سأل فقال: ما له؟ (أربت عن ذي يديك) (4) أي منعت عما يصحب يديك وهو ماله أو ذهب ما في يديك حتى تحتاج، أو سقطت آرابك من اليدين خاصة.

(وكان أملككم لأربه) (5) أي لنفسه، أو لفرجه، أو لحاجة نفسه، أي كان غالبا لهواه.

(لا يأرب عليكم محمد وأصحابه) (6) أي لا يتشددوا.

Shafi 280