سيدركني ما أدراك المرء تبعًا ... ويغتالني ما اغتال أنسر لقمان
أحار مجير النمل من عز ملكه ... وأنزل سيف البأس من رأس غمدان
والوى بذي القرنين بعد بلوغه ... مطالع قرن الشمس بالأنس والجان
أنا بين يومين فأمس الذي مضى ... وصرف غد لا بد بالحتم يلقاني
ألم تر الدهر يا قوم طالب ... وإن لم أكن يومًا لأوتاره جاني
سيأخذ ما أعطى وإن كان محسنًا ... وما كان من شرح الشبيبة أولاني
وقال أيضًا الربيع بن ضبع:
قل للذي راح عن أخيه وقد ... أودعه حين ودع الحجرا
هل أبصرت عينه له أثرًا ... أو سمعت أذنه له خبرا
أين همام الجديل إذا مرا ... وأين رب السدير إذ قدرا
أين بنو هود النبي ومن ... شمر عن راحتيه وابتكرا
والصعب لما عتت أرومته ... وخان ريب الزمان فادكرا
لم يدفع الموت بالجنود ولا ... رد بأسباب علمه القدرا
فاز على الدهر ينحني فرمى ... فوق جناحي ومفرفي شررا
لا تعجبني يا أميم من صفتي ... فقبل ما كنت أخسف القمرا
أصبو بهند وزنيب أممًا ... ونسوة كن قبلها دررا
لما رماني الزمان عن عوض ... وقامرتني خطوبه قمرا
أصح عني الشباب قد حسرا ... أن ينأ عني فقد ثوى عصرا
ودعنا قبل أن نودعه ... لما قضى من جماعنا الوطرا
أصبحت لا أحمل السلاح ولا ... أملك رأس البعير أن نفرا
والذئب أخشاه أن مررت به ... وحدي وأخشى الرياح والمطرا
من بعد ما قوة أسر بها ... أصبحت شيخًا أعالج الكبرا