325

Tibyan

التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي

Yankuna
Iraq
Dauloli
Saljukawa

تفسير التبيان ج1

وقرأ " حسنا " بنصب(1) الحاء والسين(2) حمزة والكسائي الباقون " حسنا " بضم الحاء وإسكان السين وتقدير الآية: واذكروا ايضا يا معشر بني اسرائيل اذ أخذنا ميثاقكم لا تعبدون إلا الله، فلما اسقطت ان، رفع.

كما قال الشاعر:

ألا ايهذا اللائمي اشهد الوغى

وان اشهد اللذات هل انت مخلدي(3)

ومثله قوله: " افغير الله تأمروني اعبد ".

ومن قرأ بالياء، تقديره انه اخبر انه تعالى أخذ ميثاقهم، لايعبدون إلا الله، وبالوالدين احسانا، ثم عدل إلى خطابهم فقال: " وقولوا للناس حسنا ". والعرب تفعل ذلك كثيرا.

وانما استخاروا ان يصيروا إلى المخاطبة بعد الخير، لان الخبر انما كان عمن خاطبوه بعينه، لاعن غيره. وقد يخاطبون، ثم يصيرون بعد ذلك إلى الخبر عن المخاطب.

مثال الاول قول الشاعر:

شطت مزار العاشقين فاصبحت

عسرا علي طلابك ابنة مخزم(4)

مزار نصب. والتاء من اصبحت كناية عن المرأة فأخبر عنها ثم خاطبها.

ومثال الثاني قول الشاعر:

اسيئي بنا أو احسني لا ملومة

لدنيا ولا مقلية ان تقلت(5)

وقال زهير:

فاني لو إلاقيك اجتهدنا

وكان لكل منكره كفاء

وابري موضحات الرأس منه

وقد يبرى من الجرب الهناء

ومن قرأ بالتاء فان الكلام من أوله خطاب.

وتقديره: واذ اخذنا ميثاق بني اسرائيل، قلنا لا تعبدوا الا الله.

قال بعض النحويين: المعنى واذ أخذنا ميثاق بني اسرائيل لا تعبدون الا الله، وبالوالدين

---

(1) في المخطوطة والمطبوعة هكذا والصحيح بفتح.

(2) في المطبوعة " الصواب وبفتح الحاء والسين " زائدة.

(3) قائله طرفه بن العبد البكري ديوانه: 317. من معلقته المشهورة.

وروايته: " الزاجر " بدل " اللائم ". واحضر - في الموضعين - بدل (اشهد).

(4) قائله عنترة بن شداد. اللسان (شطط) وروايته (طلابها) بدل (طلابك) وفي معلقته هكذا:

حلت بارض الزائرين فاصبحت

عسرا علي طلابك ابنة مخرم

(5) قائله كثير عزة، ديوانه 1: 53. قلاه يقليه قلى فهو مقلي: كرهه. وتقلى أي استعمل من القول أو الفعل ما يدعو إلى بغضه.

Shafi 324