Tibyan
التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي
Nau'ikan
تفسير التبيان ج1
مصاحبا، وإذهب سالما معافى وكأنه على تقدير ذهاب يجامع ذهابا - وإن كانت حقيقة واحدة وإنما كرر " اما " في قوله: إما شاكرا وإما كفورا "(1) ولم يكرر ههنا، لانها هناك للعطف، وههنا للجزاء. وإنما هي (إن) ضم اليها (ما) كقوله: " وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء "(2) وهداي: مثل هواي. وهي لغة قريش، وعامة العرب وبعض بني سليم يقولون: هوي: مثل: علي، ولدي.
قال أبوذؤيب:(3)
سبقوا هوي واعنقوا لهواهم
فتخرموا ولكل جنب مصرع(4)
وروي هدي(5) في الآية عن الجحدى، وابن أبي إسحاق، وعيسى والصواب ما عليه القراء والفرق بين هوي ولدي وعلي، وهو أن إلي وعلي ولدي مما يلزمها الاضافة، وليست بمتمكنة ففصلوا بينها وبين الاسماء المتمكنة، كما فصلوا بين ضمير الفاعل وضمير المفعول، حين قالوا: ضربت فسكنوا لاجل التاء، ولم يسكنوا في ضربك، وإذا الفاعل يلزم الفعل.
قوله تعالى: والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار
هم فيها خالدون(39)
آية
قد بينا فيما مضى معنى الكفر والتكذيب، فلا وجه لاعادته والاستدلال بهذه الآية - على أن من مات مصرا على الكفر، غير تائب منه، فكذب بآيات ربه، فهو مخلد في نار جهنم - صحيح، لان الظاهر يفيد ذلك، والاستدلال بها، على أن عمل الجوارح من الكفر، من حيث قال: " وكذبوا
---
(1) سورة الدهر: آية 3.
(2) سورة الانفال آية 59.
(3) الهذلى اسمه خويلد بن خالد بن محرث بن زبيد بن مخزوم ينتهي نسبه لنزار، وهو أحد المخضرمين ممن أدرك الجاهلية والاسلام.
(4) لسان العرب. العنق: ضرب من السير السريع تخرموا استأصلوا والبيت من قصيدة يرثي بها ابناءه الخمسة الذين هلكوا في عام واحد.
(5) في المطبوعة والمخطوطة (هوي).
Shafi 175