Tibyan
التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي
Nau'ikan
تفسير التبيان ج1
على لغتهم - خبرضعيف وأيضا فلا يجوز أن ينسى العاقل ما كان في امسه من جلائل الامور مع سلامة عقله قالوا: واللغات جميعا إنما سمعت من آدم، وعنه أخذت.
وقال ابن الاخشيد: إن الله فتق لسان اسماعيل بالعربية ولذلك صار اصلا للعرب من ولده، لانه تكلم بها على خلاف النشوء والعادة، بل على أنه ابتدأه بها وألهمه إياها فان قيل: ما معنى قوله: " انبئوني باسماء هؤلاء إن كنتم صادقين " ماالذي ادعي حتى قيل هذا؟
قيل عن ذلك اجوبة كثيرة للعلماء:
احدها - ان الملائكة لما أخبرهم الله عزوجل أنه جاعل في الارض خليفة هجس في نفوسها أنه لو كان الخليفة منهم بدلا من آدم وذريته، لم يكن فساد ولا سفك دماء كما يكون من ولد آدم، وان ذلك أصلح لهم وان كان الله عزوجل لايفعل إلا ما هو اصلح في التدبير، والاصوب في الحكمة فقال الله تعالى: " انبئوني باسماء هؤلاء إن كنتم صادقين " فيما ظننتم في هذا المعنى ليدلهم على أنهم إذا لم يعلموا باطن ما شاهدوا كانوا من أن يعلموا باطن ما غاب عنهم أبعد.
والثاني - أنه وقع في نفوسهم أنه لم يخلق الله خلقا إلا كانوا أفضل منهم في سائر ابواب العلم فقيل: إن كنتم صادقين في هذا الظن فاخبروا بهذه الاسماء.
والثالث - قال ابن عباس: إن كنتم تعلمون لم أجعل في الارض خليفة ف " انبئوني باسماء هؤلاء إن كنتم صادقين " لان كل واحد من الامرين من علم الغيب فكما لا تعلمون ذا لا تعلمون الآخر.
والرابع - ما ذكره الاخفش والجبائي وابن الاخشيد: إن كنتم صادقين فيما تخبرون به من اسمائهم كقول القائل للرجل: أخبرني بما في يدي إن كنت صادقا أي إن كنت تعلم فاخبر به، لانه لا يمكن أن يصدق في مثل ذلك إلا اذا أخبر عن علم منه، ولايصح أن يكلف ذلك إلا مع العلم به، ولابد إذا استدعوا إلى الاخبار عما لا يعلمون من أن يشرط بهذا الشرط، ووجه ذلك التنبيه كما يقول العالم للمتعلم: ما تقول في كذا، ويعلم أنه لا يحسن الجواب لينبهه عليه، وبحثه على طلبه، والبحث عنه، فلو قال له: اخبر بذلك إن كنت تعلم، او قال له:
Shafi 137